قم عاطنى خضراء كافوريّة … قامت مقام سلافة الصّهياء
يغدو الفقير إذا تناول درهما … منها له تيه على الأمراء
ووصفها بأنها كافورية لأنه كان يزرع منها كثير ببستان كافور فى القاهرة، ويلقانا كثيرون يفضلون عليها الخمر لمجالسها وكئوسها ودنانها وقيانها.
وتظل الحشيشة والخمر على ألسنة الشعراء فى الحقبة العثمانية، ومما نقرأ لهم قول أبى المواهب (?) البكرى المتوفى سنة 1037 للهجرة:
وقهوة تنضح مسكا ولا … بدع ففى الفنجان شكل الغزال (?)
تديرها هيفاء ممشوقة … خود تثّنت فى برود الدّلال (?)
بغرّة أو طرّة وزّعت … أفكارنا بين الهدى والضّلال
تقول للشمس وقد أقبلت … تلثّمى ما أنت إلا خيال
وربما كان من أسباب شيوع الخمريات على ألسنة بعض الشيوخ أيام المماليك والعثمانيين أنها كانت قد شاعت على ألسنة الصوفية من أمثال ابن الفارض وابن عربى متخذين من نشوئها رمزا لنشوة الحب الإلهى، فلم يجد كثيرون حرجا فى نظمها ومحاولة التفنن فيه. ونقف عند نفر من شعراء الطبيعة ومجالس اللهو، وكلهم من الشعراء أيام الفاطميين، أما من جاءوا بعدهم فقد مزجوا بين المجون والفكاهة الشعبية وسنخصهم ببعض الحديث.
يسوق ابن خلكان لابن وكيع نسبا طويلا، فيقول هو الحسن بن على بن أحمد بن محمد بن خلف الضبى، ووكيع لقب جده محمد بن خلف، ويذكر أنه كان من أهل القرآن والفقه والنحو والسير وأيام الناس وأخبارهم، وله مصنفات كثيرة، ويقول إنه كان نائبا فى الحكم بالأهواز فى إيران لعبدان الجواليقى وإنه توفى سنة 306 ببغداد، ويذكر عن الشاعر أنه بغدادى ومولده