المتوفى سنة 529 موشحة طريفة يحتفظ بها ديوانه (?).
وكان طبيعيّا أن يتعرف المشارقة على الموشحات الأندلسية لكثرة الوافدين عليهم فى الإسكندرية والقاهرة من الأندلس، إما للحج وإما لطلب العلم فكانوا ينشدونهم موشحات مختلفة، وممن لا نشك فى أنه كان يكثر من إنشادها للمصريين: إسكندريين وقاهريين أبو الصلت أمية بن عبد العزيز، وفيه يقول ابن سعيد: «كان منشئا للمنثور والمنظوم» وأقام بمصر عشرين سنة، وصنّف فى الألحان وعنه أخذها أهل إفريقية (?)، ولا بد أنها كانت مصحوبة بموشحات أنشدها لهم، وقد توفى سنة 529. ونزل مصر اليسع بن عيسى بن اليسع بعده فى عهد صلاح الدين وألف باسمه كتابه المغرب فى أخبار محاسن المغرب (?)، ولا بد أن يكون قد ضمنه بعض الموشحات. ونزلها أيضا حكيم الزمان عبد المنعم الجليانى الأندلسى (?)، ومدح صلاح الدين الأيوبى مدائح كثيرة، وكان له عشرة دواوين ثامنها يشتمل على موشحاته. ومرّ بنا ذكر معجم السلفى محدث الإسكندرية وقد سجّل فيه لبعض من تتلمذوا عليه من الأندلسيين بعض ما أنشدوه من الموشحات الأندلسية.
وهذه كلها إنما هى إشارات قاصرة إلى ما حدث فى القرن السادس الهجرى بمصر من انتشار الموشحات بها انتشارا هيأ لظهور وشاح كبير فيها هو ابن سناء الملك المولود سنة 550 ويحدثنا العماد الأصبهانى عن لقائه به سنة 571 ويشيد بشاعريته وينشد موشحة مبكرة له (?). وكأنما اختارت المقادير ابن سناء الملك لا ليكون وشاحا مصريا ممتازا، بل لما هو أبعد من ذلك: ليضع عروض الموشحات ونظامها كما وضع الخليل بن أحمد عروض الشعر العربى ونظامه، على نحو ما يوضح ذلك كتابه النفيس: «دار الطراز» الذى ألفه فى عهد السلطان الأفضل (?) بن صلاح الدين (595 - 596 هـ) وقد استهله بمبحث واسع فى الموشحات وأقفالها وعدد شطورها وأنها تتردد فى الموشح ست مرات فى التام وخمس مرات فى الأقرع (?) وقد تصل الأقفال إلى أحد عشر جزءا (?).
ويقول عن الخرجة، وهى القفل الأخير فى الموشحة، هى «أبراز الموشح وملحه وسكّره