نشطت مصر فى كتابة التاريخ منذ مطالع القرن الثالث للهجرة، وقد كتبت فى جميع ألوانه:
فى التاريخ العام أو تاريخ الدول العربية، وفى التاريخ الخاص تاريخ دولها وحكامها المختلفين.
وفى تاريخ المدن وخاصة القاهرة والإسكندرية، وتاريخ الرجال وتاريخ العلماء من كل صنف وتاريخ الشعراء والأدباء. وبجانب ذلك عنيت بكتابة السيرة. ولها فى كل ذلك نشاط واسع، ولعل من الخير أن نتعقبه على مر القرون.
وأول ما يلقانا من ذلك فى القرن الثالث للهجرة، السيرة النبوية لعبد (?) الملك بن هشام المتوفى سنة 218 وقد طبّقت شهرتها العالم الإسلامى، ولمصر فضل إهدائها إلى هذا العالم وتداولها فيه إلى اليوم، وإنها لتعد أوثق مصدر يرجع إليه مؤرخو السيرة المحمدية. ويلقانا بعدها كتاب فتوح مصر والمغرب لعبد (?) الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المتوفى سنة 257. ويكتب محمد بن عبد الله بن الحكم المتوفى سنة 268 سيرة لعمر بن عبد العزيز، وهى مطبوعة بالقاهرة.
ويلقانا من المؤرخين المصريين فى القرن الرابع الهجرى مؤرخ قبطى هو سعيد (?) بن البطريق الذى تقلد منصب بطريرك الإسكندرية سنة 321 وظل يشغله حتى توفى سنة 328 وله تاريخ سماه نظم الجوهر، ويقول ابن أبى أصيبعة إنه ثلاث مقالات أو ثلاثة أبواب: باب عن النصارى وصومهم وإفطارهم وتاريخهم وأعيادهم، وباب أو مقالة عن تواريخ الخلفاء والملوك المتقدمين، ومقالة أو باب عن تاريخ البطاركة وأحوالهم وما جرى فى ولاياتهم. وكتاب سعيد