لأصبح مذهبا مستقلاّ بجانب المذاهب الأربعة، غير أنهم آثروا عليه مذهب مالك إمام المدينة (دار الهجرة). وكان من أهم تلاميذ مالك الذين حملوا مذهبه عنه عبد الله بن وهب، جامع أول كتاب بمصر فى الحديث كما مر بنا آنفا، وعبد (?) الرحمن بن القاسم المتوفى سنة 191 وقد فرّع على أصول مذهبه فروعا كثيرة سجلها فى مؤلفه المشهور باسم المدونة، وعنه حملها سحنون القيروانى إلى تونس موطنه، ونشر المذهب المالكى هناك ولا يزال غالبا على بلاد المغرب إلى اليوم.

وممن تتلمذ عليه وعلى عبد الله بن وهب يحيى بن يحيى الليثى ناشر مذهب مالك فى الأندلس، وكان قد حضر دروس مالك فى كتابه الموطأ وتفقّه بهذين المصريين (?) ثم عاد إلى موطنه ينشر المذهب حتى غلب على أهل الأندلس كما غلب على أهل المغرب. ومن كبار تلاميذ مالك المصريين أيضا عبد (?) الله بن عبد الحكم المتوفى سنة 214 وإليه أفضت رياسة المالكية فى مصر بعد ابن القاسم وابن وهب، وخلفه على رياسته ابنه محمد (?) المتوفى سنة 268. وكان يعاصره الحارث (?) بن مسكين، وقد حمله المأمون إلى بغداد فى أيام محنة خلق القرآن، وسجنه لأنه لم يجب إلى القول بخلقه، ورد إليه حريته المتوكل وولاه قضاء مصر سنة سبع وثلاثين ومائتين، وظل يتولى قضاءها ثمانى سنوات، وتوفى سنة 250. ويعدّ السيوطى فى حسن المحاضرة من تلامذة ابن وهب وابن القاسم وعبد الله بن عبد الحكم خمسة عشر فقيها مالكيا اشتهروا بمصر. وممن نلتقى به فى أوائل القرن الرابع أحمد (?) بن الحارث بن مسكين، جلس مجلس أبيه بعده بجامع عمرو يدرس للناس الفقه المالكى حتى توفى سنة 311. وكثير من الفقهاء حينئذ ينسبون إلى الإسكندرية والصعيد، . إذ كان المذهب منتشرا بهما. ومن فقهاء الإسكندرية أبو الحسن (?) المعافرى قاضيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015