وبأخرة من عصر المماليك نلتقى بابن عرب شاه وكتابه «فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء» وسنفرد له كلمة.
ونتقدم إلى أيام العثمانيين، ونلتقى ببهاء الدين العاملى الذى ترجمنا له بين شعراء الشيعة، وله المخلاة، وهى كتاب شعر ونثر وحكم وأمثال ومواعظ وأخبار ونوادر، وأهم منها كتابه الكشكول، وهو فى مجلدين، وبه شذرات من مختلف العلوم الإسلامية والرياضية والطبية، ومن بحوث التاريخ والفلسفة والتصوف، ويفيض بمختارات بديعة من الشعر لمتصوفة ومتفلسفة ولشعراء الغزل والحماسة والحكمة، وحرى بنا أن نلم بما وعدنا بالحديث عنه من أعمال أدبية.
رسالة طويلة فى نحو مائتى صفحة من القطع الكبير أملاها أبو العلاء ردا على رسالة لعلى بن منصور الحلبى المعروف بابن القارح، وهى تنقسم قسمين: قسما يتحدث فيه عن نهوض ابن القارح من قبره يوم البعث ويتصور له نزهة فى الجنة يلقى بها طائفة من شعراء الجاهلية وصدر الإسلام ويسألهم: بم غفر لهم، ويتردد السؤال فيما بعد مما جعل الرسالة تسمى رسالة الغفران ويرد أبو العلاء بن القارح إلى يوم المحشر ليصور أهواله وأهوال الصراط مع الناس انتظارا لمصيره وقد ظل فى المحشر واقفا حتى تعب من شدة الحر والظمأ، وكان معه صك التوبة ففكر فى دخول الجنة عن طريق خداعه لسدنتها ونظم القصائد الطوال فى مدح رضوان ولم يفهم عنه شيئا، وتركه إلى سادن آخر، فنبهه إلى أن يتشفع بالرسول صلّى الله عليه وسلم وحاول الوصول إليه. ولقى حمزة بن عبد المطلب فتوسل به إلى الإمام على بن أبى طالب، ورأى أبا على الفارسى يحاوره نفر من شعراء البادية فى تأويله لبعض كلامهم، وطلب على بن أبى طالب منه شاهدا على توبته فاستشهد بقاض من حلب، وسقاه على من الحوض، وقال له: لا سبيل إلى دخول الجنة قبل الحساب، ورأى استخدام الحيلة فتعلق بركاب إبراهيم بن الرسول صلّى الله عليه وسلم: ويسأله رضوان هل معك من جواز؟ ويجذبه إبراهيم معه، فيدخلها ويلتقى ثانية بالشعراء ويحاورهم. ويقيم ابن القارح مأدبة يدعو إليها كل من فى الجنة من شعراء وعلماء وأدباء، ثم يركب بعض دواب الجنة ويسير فيصل إلى مدائن غريبة، ويطلع فيرى طائفة من الجن، ممن آمنوا بالرسول صلّى الله عليه وسلم، ويسأل شيخهم عن