له مع بعض رفاقه إلى نحو عشرين صحيفة، وهى رسالة أدبية بارعة كتبها أديب حاذق فى فنه وسجعاته وجرسها الموسيقى وفى تصاويره وتلاوينه.

وربما كان أهم من عنى فى القرن السادس الهجرى بكتابة أعمال نثرية أدبية أسامة بن منقذ الذى مرت ترجمته بين الشعراء، وله كتاب العصا جمع فيه ما نظم من شعر، وهو منشور، وله كتاب لباب الآداب، وهو زاخر بالأشعار والحكم والنوادر والآداب الفردية والاجتماعية، جعله فى سبعة كتب: فى الوصايا والسياسة والكرم والشجاعة والآداب والبلاغة والحكمة، واشتمل منها كتاب الآداب على خمسة عشر فصلا: فى الأدب وكتمان السر والأمانة والتواضع وحسن الجوار وحفظ اللسان والقناعة والصبر والحياء وترك الرياء والإصلاح بين الناس والتعفف عن السؤال والتحذير من الظلم والإحسان والحض على فعل الخير. وعادة يورد فى كل كتاب ما يتصل به من القرآن والأحاديث النبوية والأشعار وما روى عن العرب والعجم من أقوال. ولأسامة كتاب ثالث هو المنازل والديار ألفه بعد حدوث زلزال شديد سنة 652 أتى على حصن شيزر موطنه وأحاله أنكاثا وأنقاضا، ويقول فى مقدمته: «دعانى إلى جمع هذا الكتاب ما نال بلادى وأوطانى من الخراب، فإن الزمان جرّ عليها ذيله، وصرف إلى تعفيتها (?) حوله وحيله (?)، فأصبحت (كأن لم تغن بالأمس) موحشة العرصات بعد الأنس، قد دثر عمرانها، وهلك سكانها، فعادت مغانيها (?) رسوما، والمسرات بها حسرات وهموما» وهو كتاب ضخم فى نحو 500 صفحة، اختار فيه أطرف ما له ولسابقيه من أشعار بديعة، وقد جعله فى ستة عشر فصلا: فى المنازل والديار والمغانى والأطلال والربع والدّمن (?) والرسم والآثار والمساكن والأرض والأوطان والمدن والبلاد والديار والبيت وبكاء الأهل والإخوان. وأطرف أعماله الأدبية جميعا كتابه الاعتبار وهو سيرة شخصية وسنخصه بكلمة. ونمضى إلى زمن المماليك ويلقانا بدر الدين بن حبيب وكتابه نسيم الصبا، وهو أشبه بمقالات أدبية فى الطبيعة والطير والحيوان والأخلاق وسنلمّ به عما قليل.

ونلتقى فى زمن المماليك بابن حجة الحموى وكتابه «ثمرات الأوراق» وقد طبع مرارا وهو أشبه بكتب المحاضرات، فيه نثر ورسائل وشعر ونوادر وعظات وأخبار وقصص عن الأجواد والبخلاء والعلماء والحمقى والأطباء، مع بعض الأحداث فى زمن المؤلف وبعض الحكايات والفكاهات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015