وشغل صلاح الدين بسيرته المؤرخين، وأولهم العماد الأصبهانى وفيه ألف كتابه «البرق الشامى» ذكر فيه أخبار صلاح الدين وفتوحاته وأحداث الشام فى عهده، وهو فى سبع مجلدات. ويتصل بهذه السيرة كتابه «الفيح القسىّ فى الفتح القدسى» صوّر فيه فتح صلاح الدين للقدس تصويرا أدبيا بديعا. وصنّف بهاء (?) الدين بن شداد المتوفى سنة 632 سيرة لصلاح الدين بعنوان: «النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية» اعتمد فيها على السيرة الصلاحية لابن أبى طى. ولابن عنين الشاعر المتوفى سنة 630 سيرة (?) للملك العزيز سماها التاريخ العزيزى. وكتب أحد أولاد الناصر داود بن عيسى بن الملك العادل سيرة له باسم «الفوائد (?) الجلية فى الفرائد الناصرية». وللنووى المذكور بين الفقهاء كتاب فى سيرة الإمام الشافعى، ولابن عربشاه (?) الدمشقى المتوفى سنة 854 سيرة مفصلة لتيمور لنك تعقب فيها مولده ونشأته وملكه ودولته ومن خلفوه حتى سنة 840 وسمى هذه السيرة «عجائب المقدور فى نوائب تيمور» مصورا إفساده فى الأرض وإهلاكه الحرث والنسل وما ارتكب من الفظائع، غير أنه كتبها بأسلوب مسجوع شديد التكلف، ونزل مصر بأخرة من عمره فى عهد السلطان جقمق وكتب سيرته بعنوان «التأليف الطاهر فى شيم الملك الظاهر». ولبدر الدين العينى المار ذكره كتاب السيف المهند فى سيرة السلطان المؤيد، ولبدر الدين محمد (?) بن أبى بكر الدمشقى المتوفى سنة 874 سيرتان: سيرة لنور الدين، والسيرة الثانية للسلطان قايتباى. وله سير كثيرة فى العصر. ولابن طولون الذى ذكرناه آنفا بين الجغرافيين سيرة لابن العربى المتصوف. وصنف شمس الدين الدمشقى المار ذكره سيرة لأبى حنيفة، ومنها مخطوطة فى دار الكتب المصرية. ولمحمد بن يحيى الحنبلى سيرة صنفها عن عبد القادر الجبلانى المتصوف، وهى مطبوعة، ولمرعى (?) بن يوسف الكرمى المتوفى سنة 1033 سيرة صنفها فى مناقب ابن تيمية.
هذا بعض ما صادفنا من كتب السير المفردة، أما كتب تاريخ المدن فقد عرضنا طائفة منها فى