الصحابة لحقهم، وقد أتاح للشام أن تكون أول جامعة وناشرة للحديث النبوى وكان موظفا لدى الأمويين وعمل قاضيا ليزيد بن عبد الملك، وعنه حمل الحديث الأوزاعى فقيه الشام المتوفى سنة 157 وعداده فى الفقهاء، كما حمله الإمام مالك فقيه المدينة والليث بن سعد فقيه مصر وسفيان ابن عيينة وسفيان الثورى فقيها العراق. وعن تلاميذ الزهرى والأوزاعى فى الشام حمل الحديث هشام ابن عمار مقرئ دمشق ومفتيها الذى مرّ بنا ذكره بين القراء. وممن حمل عنه الحديث القاضى عبد (?) الصمد بن عبد الله قاضى دمشق، وعنه روى الحديث أبو زرعة الدمشقى شيخ الشام فى الحديث. ونلتقى بخيثمة (?) بن سليمان الطرابلسى أحد الحفّاظ الثقات المشهورين المتوفى سنة 343. ولا تلبث بلدة طبريّة بالشام أن تقدّم سليمان (?) بن أحمد الطبرانى المولود سنة 260 والمتوفى سنة 360 صاحب المعاجم الثلاثة: الكبير والأوسط والصغير، وقد جمع فى الكبير أحاديث جميع الصحابة ما عدا أبا هريرة إذ أفرد له كتابا خاصا. وكان يعاصره الحسين (?) بن محمد الماسرجسىّ الحافظ المتوفى سنة 365 أخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمار. صنّف المسند الكبير مهذّبا معلّلا فى ألف وثلاثمائة جزء ولم يصنّف فى الإسلام أكبر من مسنده وجمع حديث ابن شهاب الزهرى جمعا لم يسبقه إليه أحد وكان يحفظه مثل الماء.
ونلتقى بحافظ من صيداء هو أبو الحسين (?) محمد بن أحمد الغسانى المولود سنة 305 والمتوفى سنة 402 وله مسند على ترتيب أوائل أسماء الرواة. ويلقانا حافظ من صور هو محمد (?) بن على الصورى المتوفى سنة 446 قدم بغداد وأخذ عنه حفاظها الثقات. ويلقانا حافظ بيت المقدس محمد (?) بن طاهر المقدسى المعروف باسم ابن القيسرانى المتوفى سنة 507 وله مصنفات فى الحديث النبوى متعددة، منها: «أطراف الكتب الستة» وهى صحيح البخارى ومسلم وأبى داود والترمذى والنسائى وابن ماجة.