وخصّ سورة الإخلاص أو التوحيد بكتاب. ويتحول تفسيره للآية الكريمة إلى بحث فى مضمونها من خلال القرآن جميعه.

ونهج نهج ابن تيمية فى تفسير الذكر الحكيم تلميذه ابن قيم الجوزية على نحو ما يتضح فى كتابه. «التبيان فى أقسام القرآن» وفى تفسيره للمعوّذتين. وكان يعاصره السمين (?) الحلبى أحمد بن يوسف وكان نحويا مقرئا ونزل مصر وبها توفى سنة 756 وله تفسير ضخم فى عشرين مجلدا، وكتاب فى إعراب القرآن فى ثلاثة مجلدات باسم الدر المصون، وكتاب فى أحكام القرآن، وله شرح على الشاطبية فى القراءات، وشرح ثان على التسهيل لابن مالك فى النحو. ونلتقى بابن (?) كثير أكبر المفسرين الشاميين وأهمهم المتوفى بدمشق سنة 774 نشرت تفسيره مطبعة المنار فى تسعة أجزاء، وعداده فى التفسير بالمأثور من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والمفسرين السابقين، وفيه يقول ابن حجر ناقدا: «لم يكن ابن كثير على طريق المحدثين فى تحصيل العوالى وتمييز العالى من النازل ونحو ذلك من فنونهم وإنما هو من محدثى الفقهاء» ويقول الشوكانى مثنيا على تفسيره: «جمع فيه فأوعى ونقل المذاهب والأخبار والآثار وتكلم بأحسن كلام وأنفسه، وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها» ويصنف العليمى عبد الرحمن بن محمد الحنبلى المتوفى سنة 927 للهجرة تفسيرا للذكر الحكيم، وتؤلف كتب تفسير أخرى، ويظل تفسير ابن كثير التفسير المتداول بين علماء الشام إلى العصر الحديث.

وشغلت الشام منذ دخلت فى الدين الحنيف بتلاوة الذكر الحكيم وتفسيره كما شغلت بالحديث النبوى مكمّل الدين القيم ومبينه وموضح تعاليمه، وكان أول المحدثين بها صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم حمله عنهم التابعون يحدثون به الناس من أمثال مكحول (?) مفتى الشام ومحدثها المتوفى سنة 118. وكان يعاصره محمد (?) بن شهاب الزهرى أول من دوّن الحديث تدوينا عاما، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق: عليكم بابن شهاب، فإنكم لا تجدون أحدا أعلم بالسنة الماضية منه، وعاش بعد عمر ثلاثة وعشرين عاما إذ توفى سنة 124 ويقال إنه روى عن عشرة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015