ابن عشر سنين وظل يقرأ القراءات ثلاثا وثمانين سنة. ومن تلاميذه علم (?) الدين السخاوى على بن محمد شيخ مشايخ الإقراء بدمشق وقد ظل يقرئ الناس نيفا وأربعين سنة حتى توفى سنة 643 وله مصنفات كثيرة فى القراءات والتفسير منها شرح الشاطبية وهو أجل شروحها، ومنها جمال القراء وكمال الاقراء. ومن تلاميذه الذين تصدّروا القراءة فى دمشق أبو الفتح (?) محمد بن على ولى مشيخة القراءة بتربة أم الصالح، وأبو شامة المتوفى سنة 665 تولّى مشيخة الحديث الكبرى بالأشرفية، وسنذكر مصادر ترجمته بين المؤرخين، والقاضى عبد السلام الزواوى المتوفى سنة 681 وسنذكر مصادر ترجمته بين فقهاء المالكية، تولى مشيخة الإقراء الكبرى بالتربة الصالحية بعد وفاة شيخها أبى الفتح وإليه انتهت رياسة الإقراء بالشام. ومن كبار القراء بالشام فى القرن الثامن ابن (?) جبارة المقدسى، درس القراءات بمصر وطاف بدمشق وحلب ثم استقر فى بيت المقدس موطنه مدرسا للقراءات وعلوم العربية حتى توفى سنة 728. وكان يعاصره برهان (?) الدين الجعبرى استوطن بلدة الخليل بجوار بيت المقدس حتى توفى سنة 732 وكان يقرئ الناس بها وصنّف فى القراءات كتاب نزهة البررة فى القراءات العشرة. ونلتقى بابن البارزى قاضى حماة ومفتى الشام المتوفى سنة 738 وله شرح على الشاطبية وكتاب الشرعة فى قراءات السبعة. وما نزال نقرأ عن مؤلفات شامية فى القراءات حتى نصل إلى ابن (?) الجزرى محمد بن محمد المتوفى سنة 833 وله كتاب النشر فى القراءات العشر وهو منشور وكتاب غاية النهاية فى طبقات القراء وهو مصدرنا الأساسى فى الحديث عنهم. ومن كبار القراء والحفاظ بعده شمس الدين الرملى الدمشقى أحمد بن أحمد بن محمد، ولد بالرملة ورحل إلى دمشق للقاء علمائها وفيها أكب على القراءات والحديث والفقه، وتولّى مشيخة الإقراء بالجامع الأموى حتى توفى سنة 923. وظلت القراءات بالشام نشيطه أيام العثمانيين حتى العصر الحديث، يتجرّد لها العلماء تارة، وتارة ثانية يجمعون بينها وبين بعض العلوم كالتفسير أو الفقه أو علوم العربية.

وعلى نحو ما عنيت الشام بالقراءات عنيت بتفسير القرآن الكريم، حتى إذا أخرج الطبرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015