ومرّ بنا ذكر ابن خالويه فى بلاط سيف الدولة وكان قد تصدّر فى حلب لإفادة الطلاب عشرات السنين، ونظن أنه عرض عليهم-فيما عرض القراءات السبع، إذ كان قد حملها عن ابن مجاهد كما ذكر ابن الجزرى، وأيضا فإن له فى توجيه تلك القراءات كتابا معروفا. ويشهد لما نقول أننا نجد بين تلاميذه الحلبيين قارثا كبيرا هو أبو الطيب عبد (?) المنعم بن غلبون الحلبى المتوفى سنة 389 وله كتاب الإرشاد فى القراءات السبع، ومن أهم تلاميذه ابنه طاهر (?) المتوفى سنة 399 مؤلف التذكرة فى القراءات الثمان وهو أستاذ أبى عمرو الدانى صاحب كتاب التيسير المشهور فى القراءات. وذكرنا فى مقدمة الطبعة الأولى لكتاب السبعة أنه كان من بين ما اعتمدنا عليه فى تحقيقه مخطوطة لكتاب الحجة فى علل القراءات السبع لأبى على الفارسى تلميذ ابن مجاهد تحتفظ بها مكتبة جامعة القاهرة ومجلداتها الأولى بخط طاهر بن عبد المنعم بن غلبون. وربما كان أبوه حمل هذا الكتاب عن أبى على الفارسى مباشرة حين مقامه بحلب، كما مر بنا. ويصنف عبد (?) الجبار الطرسوسى المتوفى سنة 420 كتاب المجتبى فى القراءات. ونلتقى بالحسن (?) بن على الأهوازى شيخ القراء بدمشق منذ سنة أربعمائة حتى وفاته سنة 446 وكان قد استوطنها منذ سنة 391 وكان يكثر من الحملة على الأشعرى والأشعرية، ومن أجله صنف ابن عساكر-فيما بعد-كتابه: تبيين كذب المفترى فيما نسب إلى أبى الحسن الأشعرى، وكانت له مؤلفات كثيرة فى القراءات والقرآن وعلومه.
وما يزال التأليف فى القراءات والقرآن وعلومه مستمرا فى الشام حتى نلتقى بابن (?) الطحان عبد العزيز بن سلمة نزيل حلب المتوفى حول سنة 560 وله تصانيف مفيدة فى علوم القرآن منها كتاب الوقف والابتداء، وكان على علم واسع بالقراءات. ونلتقى فى أيام الأيوبيين بأبى اليمن (?) الكندى زيد بن الحسن نزيل دمشق المتوفى سنة 613 وهو من المعمّرين ويقال إنه قرأ القراءات العشر وهو