على بن محمد المتوفى سنة 504 بدأ حياته العلمية معيدا لإمام الحرمين، ثم خرج من نيسابور إلى بيهق ودرس بها مدة، ثم تولى تدريس المدرسة النظامية ببغداد إلى وفاته. وكان يعاصره أبو المحاسن الرويانى (?) عبد الواحد بن إسماعيل المتوفى سنة 502 بآمل شهيدا على أيدى الباطنية الملاحدة، وكان مدرس نظامية طبرستان وكان الوزير نظام الملك كثير التعظيم له لكمال فضله وله كتاب البحر فى الفقه وهو من أطول كتب الشافعيين وكتاب الكافى، وصنف فى الأصول والخلاف. ومن كبار فقهاء الشافعية فى القرن السادس فخر الدين الرازى محمد بن عمر الطبرستانى الأصل الرازى المولد المتوفى سنة 606 فريد عصره، ومر بنا الحديث عن تفسيره وعن كتاب له فى البلاغة، وله كتب كثيرة فى علم الكلام وفى الحكمة وفى الطب، يقول ابن خلكان: «انتشرت تصانيفه فى البلاد ورزق فيها سعادة عظيمة، فإن الناس اشتغلوا بها ورفضوا كتب المتقدمين، وله فى الفقه وأصوله كتب مختلفة، وكان يعظ مواطنيه باللسانين العربى والفارسى، ونزل بأخرة من عمره فى هراة. وبها توفى، وله مواعظ طريفة. وكان قريبا من عصره الرافعى (?) المتوفى سنة 623 وكان إماما كبيرا فى التفسير والحديث والأصول، أما الفقه فكان فيه-كما يقول السبكى-عمدة المحققين وأستاذ المصنفين، وهو قزوينى، وكان له مجلس للتفسير ولسماع الحديث والفقه، وله الشرح الصغير والمحرر وشرح مسند الشافعى والشرح الكبير المسمى بالعزيز فى شرح كتاب الوجيز للغزالى، واسمه يتردد فى كتب الفقه الشافعى وحواشيه التى ألّفت بعده فى مصر وغير مصر.
وكان مركز المذهب الحنفى مدينة بخارى لعهد السامانيين وبعدهم، وكثيرون علماء هذا المذهب الذين ترجمت لهم كتب طبقات الحنفية مثل الفوائد البهية للكنوى والجواهر المضية لابن أبى الوفاء وتاج التراجم فى طبقات الحنفية لابن قطلوبغا، ومن مشاهيرهم فى القرن الرابع أبو بكر أحمد بن على الجصّاص الرازى الذى سبق ذكره فى قسم العراق ومثله مرّ هناك أبو زيد الدّبوسى البخارى المتوفى سنة 430 وهو أول من أسس علم الخلاف بين المذاهب الفقهية، وله تقويم الأدلة فى أصول الفقه. ومنهم البزدوىّ (?) على بن محمد بن عبد الكريم السّمرقندىّ المتوفى سنة 482 وله المبسوط فى الفقه وكتب مختلفة فى علم