2 - الساميون (?)

تطلق كلمة الساميين على مجموعة من الشعوب فى الشرق الأوسط دلت القرابة بين لغاتها على أنها كانت فى الأصل تتكلم بلهجات متقاربة تطورت إلى لغات سمّيت جميعا باسم السامية أخذا من اسم سام بن نوح الذى ورد ذكره فى التوراة، وهى تسمية اصطلاحية، فليس هناك أمة تسمى بالأمة السامية إنما هناك صلات لغوية بين طائفة من اللغات تدل على أنها ترجع إلى أصل لغوى واحد، إذ تتشابه فى أصول أفعالها وأزمانها وفى كثير من أصول الكلمات والضمائر والأعداد. وقد قسمها علماء اللغات إلى شمالية وجنوبية وقسموا الشمالية إلى شرقية وغربية، أما الشرقية فاللغة الأكدية (البابلية والأشورية) وأما الغربية فاللغة الأوجريتية (لغة نقوش رأس شمرا) والكنعانية (الفينيقية والعبرية والمؤابية) ثم الآرامية. وقسموا الجنوبية إلى عربية شمالية وهى الفصحى وعربية جنوبية وهى لغة بلاد اليمن وما والاها فى الزمن القديم، ثم الحبشية.

وتساءل العلماء عن المهد الأصلى لأسلاف الناطقين بهذه اللغات السامية المختلفة، وتعددت إجاباتهم فى هذا الصدد، فمن قائل إنهم نشأوا مع الحاميين فى موطن واحد، لعله فى شمالى إفريقية أو فى ناحية الصومال، ومنه هاجر الساميون إلى بلاد العرب عن طريق باب المندب أو عن طريق شبه جزيرة سيناء، ومن قائل إنهم نشأوا مع الآريين فى أواسط آسيا أو فى أرمينية، ومن قائل إنهم نشأوا فى شمالى سوريا، ومن قائل إنهم نشأوا فيما بين النهرين. ومهما يكن المهد القديم لأصل نشأتهم الذى يتعمق فى عصور ما قبل التاريخ فإن الباحثين يتفقون على أن موطنهم فى العصور التاريخية هو الجزيرة العربية، فقد نزلوا بها واستقروا فيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015