أكثر حينئذ من تهانيه بظفره. من مثل قوله (?):

ولما طغى أمر الدعىّ رميته … بعزم يردّ السيف وهو كليل

وأعلمته كيف التصافح بالقنا … وكيف تروّى البيض وهى محول (?)

ويتوفى الموفق فى سنة 278 ويخلفه ابنه المعتضد وكان لا يقل شجاعة وحزما عنه وكان عونه وظهيره فى حرب الزنج، ويسلم عمه المعتمد مقاليد الأمور إليه، ويتوفى سنة 279 فيخلفه المعتضد، وكان مهيبا شديد الوطأة، فخافه قواد الترك، وظلوا كما كانوا فى عهد أبيه خانعين. ويتحول بالخلافة إلى بغداد وتصبح حاضرة الدولة، ونرى ابن المعتز يوجه إليه مدائح مختلفة يطلب فيها الإذن له بالتحول من سامراء إلى بغداد من من مثل قوله (?):

لعمرى لئن أمسى الإمام ببلدة … وأنت بأخرى شائق القلب نازع

وما أنا فى الدنيا بشئ أناله … سوى أنا أرى وجه الخليفة قانع

ويأذن له المعتضد وينزل بغداد، وتتحول داره إلى ندوة كبيرة للعلماء والأدباء، ويكثر المبرد من الاختلاف إليه فيها، وتروى كتب الأدب بعض ما كان يدور بينهما من محاورات فى الشعر والشعراء (?). ويصبح من ندماء ابن عمه ورفقائه على الشراب والسماع إلى الغناء، وتقبل الدنيا عليه، وتنعقد صداقة بينه وبين عبيد الله بن عبد الله بن طاهر حاكم بغداد القديم وصديق أبيه، ويهنئه باختيار ابنه محمد لشرطة بغداد قائلا (?):

فرحت بما أضعافه دون قدركم … وقلت عسى قد هبّ من نومه الدّهر

فترجع فينا دولة طاهريّة … كما بدأت والأمر من بعده الأمر

وتتوثق صداقة ثانية بينه وبين عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد، ويبدو أنها صداقة قديمة منذ وزر عبيد الله للمعتمد، وهو يكثر من مدحه وشكره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015