قبيلتى طسم وجديس البائدتين. وقد عثر فيها على نقوش سبئية متأخرة. وتمتد البحرين من البصرة إلى عمان وبها كانت تنزل قبيلة عبد القيس فى الجاهلية، وهى تشمل الآن الكويت والأحساء وجزر البحرين وقطر، وتكثر فى هذا الإقليم الآبار والمياه وخاصة فى الأحساء، ومن مدنه القديمة هجر وفى أمثالهم «كجالب التمر إلى هجر»، والقطيف وكانت تسمى أيضا الخطّ وإليها تنسب الرماح الخطية. وفى جنوبى البحرين عمان ومن مدنها صحار ودبا وكان بها سوق مشهورة فى الجاهلية.
وعرف سكان هذه المنطقة من قديم بالملاحة واستخراج اللآلى.
أما القسم الخامس من الجزيرة وهو اليمن فيطلق على كل الجنوب، فيشمل حضرموت ومهرة والشّحر، وقد يطلق على الزاوية الجنوبية الغربية من الجزيرة، وهو الإطلاق المشهور الآن. وتتألف اليمن من أقسام طبيعية ثلاثة: ساحل ضيق خصب هو تهامة اليمن وجبال موازية للساحل هى امتداد سلسلة جبال السراة ثم هضبة تفضى إلى نجد ورمال الربع الخالى، وبها كثير من الأودية والسهول والثمار والزروع بفضل أمطار الرياح الموسمية الغزيرة وقد وصفها القرآن الكريم بأنها {جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ»}. وأتاح ذلك لسكانها أن يقيموا فيها دولا وحضارة منذ أواخر الألف الثانى قبل الميلاد إلى أوائل القرن السادس الميلادى. ويسمى قسمها الشمالى المجاور للحجاز باسم عسير، وكانت تنزله قبيلة بجيلة فى الجاهلية ومن أشهر مدن اليمن زبيد وظفار وصنعاء وعدن ونجران. ومن أشهر وديانها تبالة وبيشة وكانت به مأسدة. وتمتد شرقى اليمن حضرموت على ساحل بحر العرب، فإقليم مهرة، والشّحر ومعناه فى اللغة الجنوبية الساحل، وتنمو فى جباله أشجار الكندر وهو اللّبان الذى اشتهر به جنوبىّ بلاد العرب فى الجاهلية.
ومناخ الجزيرة فى جملته حار شديد الحرارة، وتكثر فى نجد رياح السموم التى تهب صيفا، فتشوى الوجوه شيّا، وألطف رياحها الرياح الشرقية ويسمونها الصّبا، وأكثر شعراؤهم من ذكرها. أما ريح الشمال فباردة وخاصة فى الشرق إذ تتحول إلى صقيع فى كثير من الأحيان. والأمطار عامة قليلة إلا فى الجنوب حيث تهطل أمطار الرياح الموسمية فى الصيف، وإلا فى الشمال الغربى حيث تهطل أمطار الرياح الغربية شتاء. وكثيرا ما يتحول المطر إلى سيول جارفة فى اليمن وشمالى الحجاز؛ وقد