الأوراق لمحمد بن يحيى الصولى المتوفى سنة 335 وقد نشر منه المستشرق دان (عز وجلUNNe) أخبار الشعراء المحدثين وهو تراجم لطائفة منهم، ونشر منه أيضا أخبار الراضى المتقى، وأشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم، وهو كتاب جدير بالتحقيق والنشر. وأخذوا يهتمون بالسيرة الفردية، فألف أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن الحكم المتوفى سنة 262 كتابا فى سيرة عمر بن عبد العزيز طبع بالقاهرة، وألف بمصر أبو جعفر أحمد بن يوسف بن الداية المتوفى سنة 340 كتابا فى سيرة أحمد بن طولون وابنه خمارويه. وعلى هذا النحو نشط التأليف فى التاريخ لهذا العصر نشاطا واسعا، فمن تأليف فى السير إلى تأليف فى الطبقات وتأليف فى الأمم والدول وتأليف فى المدن، وكادوا لا يتركون فى التاريخ جانبا إلا رصدوه وسجلوه ودوّنوه.
معروف أن القرآن الكريم حمل عن الرسول صلّى الله عليه وسلم تلاوة ومشافهة، واشتهر بتلاوته قرّاء مشهورون منذ الصدر الأول فى مقدمتهم الخلفاء الراشدون وزيد بن ثابت وأبىّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعرى وغيرهم من جلة الصحابة أمثال عبد الله بن عباس، وخلفتهم أجيال من التابعين فى كل بلد إسلامى، كلهم يحافظون على تلاوته بجميع حروفه وحركاته كما أثرت عن الرسول الكريم، وأخذوا يعدّون بالعشرات، وأخذ يتبع كل قارئ منهم تلاميذ يلازمونه ويأخذون عنه قراءته بأدق صورة ممكنة، وفى الوقت نفسه أخذ قرّاء موثّقون يروون قراءات عن ابن مسعود إمام أهل الكوفة أو عن على بن أبى طالب أو عن غيرهما من جلة الصحابة، فتكاثرت القراءات، حتى لنجد أبا عبيد القاسم بن سلام يؤلف كتابا يحتوى على أكثر من عشرين قراءة.