مواضع مختلفة، وترجم كتاب أرسطو فى النبات تفسير نيقولاوس، وله كتاب قرسطون فى نظرية الميزان واعتدال الأجسام الميكانيكية، وكان له أثر كبير فى لاتينية العصور الوسطى كما يقول ألدومييلى، ومن مصنفاته كتاب الذخيرة فى الطب ألفه لابنه سنان. ومن أنبه المترجمين حينئذ قسطا (?) بن لوقا البعلبكى المتوفى سنة 300 وكان مسيحيّا من أصل يونانى، ومن ترجماته شرح الإسكندر الأفروديسى وشرح جون فيلوبون على السماع الطبيعى وكتاب آراء الفلاسفة المنسوب إلى فلو طرخس وكتاب الحيل لهيرون المنشور فى ليبزج سنة 1900 وكان قد ترجمه للخليفة المستعين.
وترجم لإبراهيم بن المدبر كتابه الجامع فى الدخول إلى علم الطب غير كتب أخرى ألفها أو ترجمها لكثيرين. وله رسالة صغيرة فى الفرق بين النفس والروح ترجمت إلى اللاتينية. وخاتمة هؤلاء المترجمين النابهين أبو بشر متى (?) ابن يونس.
وكان من أصل يونانى، وقد عنى بترجمة جميع آثار أرسطو فى المنطق وغير المنطق، وترجم له كتاب الشعر ترجمة مضطربة، لأنه يدور-كما هو معروف- حول المأساة اليونانية، ولم يكن العرب ولا المترجمون حينئذ يتصورونها، ولذلك يكون لمتى عذره فى اضطراب ترجمته لهذا الكتاب (?). وقد انتهت إليه رياسة المنطقيين فى عصره، وله مناظرة فى المنطق والنحو مع السيرافى سنة 320 احتفظ بها ياقوت فى معجمه (?).
وبمتى بن يونس ينتهى عصر الترجمة العظيم، ومنذ أوائل هذا العصر، بل منذ عصر المأمون، يشارك العرب فى علوم الأوائل التى ترجموها، بحيث يظهر عندهم علماء يزاحمون العلماء الأوائل عند الأمم القديمة بمناكب ضخمة، ويكفى أن نذكر محمد بن موسى الخوارزمى وابتكاره لعلم الجبر الذى أشرنا إليه فى غير هذا