وكان كثيرا ما يهدى إلى المأمون هدايا فى أيام النيروز (?)، ويرفقها برسالة رقيقة، تحمل سطرا أو سطرين من النثر وبعض أبيات من الشعر، فمن ذلك أن أهداه مرة-فيما يقول الرواة-سفط ذهب فيه قطعة عود هندى فى طوله وعرضه، وكتب معه (?):

«هذا يوم جرت فيه العادة، بإتحاف الناس السادة، وقد قلت:

على المرء حقّ وهو لا شك فاعله … وإن عظم المولى وجلّت فواضله (?)

ألم ترنا نهدى إلى الله ماله … وإن كان عنه ذاغنى فهو قابله

ولو كان يهدى للجليل بقدره … لقصّر عنه البحر يوما وساحله

ولكننا نهدى إلى من نجلّه … وإن لم يكن فى وسعنا ما يشاكله»

وروت كتب الأدب كثيرا من الرسائل الإخوانية لأحمد بن يوسف، وهو فيها يتروّى ويتأنق فى اختيار لفظه، مع حسن البيان ورصانة القول، من ذلك ما كتب به إلى بعض إخوانه يهنئه بمولود له (?):

«بارك الله فى مولودك الذى أتاك وهنأك نعمته بعطيته، وملاّك (?) كرامته بفائدته، وأدام سرورك بزيادته، وجعله بارّا تقيّا، ميمونا مباركا زكيّا، ممدودا له فى البقاء مبلغا غاية الأمل مشدودا به عضدك، مكثرا به ولدك، مداما به سرورك، مدفوعا به الآفات عنك، مشفوعا بأكثر العدد، من طيّب الولد».

وهو دائما فى التهنئة بالمواليد يتحدث عن أنها نعمة من الله وهبة، ويدعو للأب أن تقر عينه بابنه، وأن يبارك الله له فيه، ويجعله بارّا بأبويه، تقيّا زكيّا ميمونا سعيدا، وأن يشدّ به أزر الوالد ويكثر من أحفاده: أولاد هذا الولد الصالح.

وله من تهنئة لأحد إخوانه بإبلاله من مرضه (?):

«قد أذهب الله وصب العلة ونصبها (?)، ووفّر أجرها وثوابها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015