الفصل الخامس
رواية الشعر الجاهلى وتدوينه
مرّ بنا فى غير هذا الموضع أن العرب الشماليين نمو الخط النبطى وتطوروا به إلى خطهم العربى منذ أوائل الجاهلية أو لعلهم وصلوا إلى ذلك قبل فجرها، فقد وجدت نقوش مختلفة تشهد بذلك، ونرى شعراءهم يشيع عندهم تشبيه الأطلال ورسوم الديار بالكتابة ونقوشها من مثل قول المرقّش الأكبر (?)».
الدّار قفر والرسوم كما … رقّش فى ظهر الأديم قلم
ويقال إنه كان يحسن الكتابة وإنه كتب على بعض الرّحال قصيدة له حين وقع أسيرا فى يد بعض العرب (?)، ويقول سلامة ابن جندل (?):
لمن طلل مثل الكتاب المنمّق … خلا عهده بين الصّليب فمطرق
ولعله يقصد بالكتاب الصحيفة، ويقول لبيد فى مطلع معلقته:
عفت الديار محلّها فمقامها … بمنى تأبّد غولها فرجامها (?)
فمدافع الرّيّان عرّى رسمها … خلقا كما ضمن الوحىّ سلامها (?)
وجلا السيول عن الطلول كأنها … زبر تجدّ متونها أقلامها (?)