علّم المفحمين أن ينظموا الأش … عار منّا والباحلين السّخاء
وممن أكثر من مديحه نصيب الأصغر وفيه يقول واصفا جوده الغدق (?):
جاد الربيع الذى كنّا نؤمّله … فكلّنا بربيع الفضل مرتبع
وفيه يقول سعيد بن وهب (?):
مدح الفضل نفسه بالفعال … فعلا عن مديحنا بالمقال
ويقول إسحق الموصلى من أبيات فيه عمل فيها لحنا وغنّاه بها، فطرب طربا شديدا (?):
لو كان بينى وبين الفضل معرفة … فضل بن يحيى لأعدانى على الزّمن
هو الفتى الماجد الميمون طائره … والمشترى الحمد بالغالى من الثمن
وكان أخوه جعفر يجفو أبا نواس فصبّ عليه شواظا من هجائه، أما هو فأدناه منه وعظم نائله إليه، مما جعله يلهج بالثناء عليه، وفيه يقول (?):
أوحده الله فما مثله … لطالب ذاك ولا ناشد
ليس على الله بمستنكر … أن يجمع العالم فى واحد
وممن كان ينقطع إليه أبو النّضير أحد الشعراء المغنين، وفيه وفى آله يقول (?):
إذا كنت من بغداد منقطع النّدى … وجدت نسيم الجود من آل برمك
وما زال الشعراء يتناشدون مدائح الفضل وأخيه وأبيه منذ أسلم الرشيد يحيى مقاليد الخلافة فى سنة 170 حتى أول صفر سنة 187 إذ نكبهم الرشيد نكبته المشهورة آمرا بقتل جعفر وصلب أجزاء جسده وحبس أبيه وأخيه، وظلا فى الحبس إلى أن ماتا، أما يحيى فمات فى سنة 190 ومات الفضل فى سنة 192.
وكان طبيعيّا أن يبكيهم الشعراء وأن يذرفوا عليهم الدموع مدرارا، لما أغدقوا عليهم من النعم والصلات السنية، ومن طرائف مراثيهم قول منصور النمرى (?):