وكان ابن مناذر كثير المديح ليحيى، وله فيه قصيدة كانت فاكهة أهل الأدب لجودة ألفاظها ومعانيها، وفيها يقول مشيدا به وبابنيه الفضل وجعفر (?):

أتانا بنو الأملاك من آل برمك … فياطيب أخبار ويا حسن منظر

لهم رحلة فى كل عام إلى العدا … وأخرى إلى البيت العتيق المستّر

إذا نزلوا بطحاء مكة أشرقت … بيحيى وبالفضل بن يحيى وجعفر

فما خلقت إلا لجود أكفّهم … وأقدامهم إلا لأعواد منبر

إذا رام يحيى الأمر ذلّت صعابه … وناهيك من داع له ومدبّر

وممن لهج بمديح يحيى وابنيه أبو قابوس الحيرى النصرانى، وفى يحيى يقول مصورا برّه وجوده ووفاءه بوعوده وعهوده (?):

رأيت يحيى أتمّ الله نعمته … عليه يأتى الذى لم يأته أحد

ينسى الذى كان من معروفه أبدا … إلى الرجال ولا ينسى الذى يعد

وكان الأصمعى يألف جعفر بن يحيى ويخصّ به، وله فيه مدائح كثيرة وتقريظ وتفضيل، ومن طريف ما له فيه (?):

إذا قيل: من للنّدى والعلا … من الناس قيل الفتى جعفر

وما إن مدحت فتى قبله … ولكن بنو برمك جوهر

وفيه تقول عنان جارية الناطفى (?):

بديهته وفكرته سواء … إذا التبست على الناس الأمور

وكان أخوه الفضل أكثر منه جودا وأندى راحة، فتكاثر الشعراء على بابه، وتكاثرت مدائحهم فيه، وصوّر ذلك بعض الشعراء فقال (?):

ما لقينا من جود فضل بن يحيى … ترك الناس كلّهم شعراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015