البويهيين على بغداد سنة 334 هـ. ومن هذا التاريخ إلى نهاية العصور الوسطى نبتدئ عصرا رابعا نمده إلى العصر الحديث وهو عصر الدول والإمارات، فقد تفككت أوصال الدولة العباسية وظهرت إمارات وخلافات ودول كثيرة كإمارات الفرس فى إيران وما وراءها وسيف الدولة الحمدانى فى حلب والفاطميين ثم الأيوبيين والمماليك والعثمانيين فى مصر والأمويين ثم ماوك الطوائف والمرابطين والموحدين ومن خلفوهم فى الأندلس. وحرىّ أن يبحث الأدب العربى فى هذا العصر الرابع ويؤرّخ فى كل إقليم على حدة، فيكون هناك جزء لإيران والعراق وجزء لمصر والشام والجزيرة العربية وجزء للأندلس وبلاد المغرب، وقد ينمو البحث وتتولد أجزاء أخرى، حتى إذا انتهينا من ذلك أرخنا للعصر الخامس وهو العصر الحديث وقسمناه بدوره أجزاء على البلاد العربية.
ولا أشك فى أن هذا التقسيم الجديد لعصور الأدب العربى أكثر دقة ومطابقة لتطوره وللظروف المختلفة التى أثرت فيه فإن بغداد لم تعد منذ القرن الرابع الهجرى تحتل المكانة الأولى فى الحركات الأدبية، بل لقد نافستها فى الشرق والغرب مدن كثيرة تفوقت عليها فى النهوض بالشعر والنثر تفوقا واضحا.