العشيرة (?). والصحيح أنه كان مولى فارسيّا من موالى الجراح بن عبد الله الحكمى (?) والى خراسان لعهد عمر بن عبد العزيز، ويظهر أنه انتظم فى جند الخلافة (?)، وقد نزل مع فريق منهم بالأهواز لعهد مروان بن محمد (127 - 131 هـ‍) وهناك تعرّف على جارية فارسية تسمى جلبّان كانت تغزل الصوف وتنسجه، فاقترن بها ورزق منها عدة أولاد (?)، منهم أبو نواس، واختلف الرواة فى السنة التى ولد فيها، والراجح أنها سنة مائة وتسع وثلاثين للهجرة (?)، ولم يكد يبلغ السادسة من عمره حتى توفى أبوه، فنقلته أمه إلى البصرة، وقامت على تربيته، وسرعان ما دفعته إلى الكتّاب، فحفظ القرآن وأطرافا من الشعر، وتفتّحت موهبته، فأخذ يلهج ببعض الأشعار، وكان مليحا صبيحا (?)، ويقال إن صبية وضيئة الوجه مرت به فمازحته ساعة، ثم رمت إليه بتفاحة معضّضة، فقال على البديهة من أبيات (?):

ليس ذاك العضّ من عيب لها … إنما ذاك سؤال للقبل

وشبّ الغلام فأخذ يختلف إلى حلقات المسجد الجامع يتزود من الدراسات اللغوية والدينية ومن الشعر القديم ومعانيه غير أن أمه رأت أن تلحقه بأحد العطارين، فكان يذهب فى العشىّ إلى المسجد يستمع من أبى عبيدة أخبار العرب وأيامهم، ويلتقط من أبى زيد غرائب اللغة ومن خلف الأحمر نوادر الشعر (?) وساقه القدر ليتعرّف على والبة بن الحباب أحد مجان الكوفة المشهورين، ويقال إن هذه المعرفة نشأت فى البصرة، ويقال بل إن عامل الأهواز طلب صاحبه العطار، فوافقه، وكان عنده والبة، فلم تكد تقع عينه على أبى نواس حتى استظرفه، فحثّه على أن يصطحبه معه إلى الكوفة، ولم يتردد الغلام، فمضى معه (?)، ويقال إن الذى أرغبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015