المشارك المشكور على اهتبالك، ولولا جوانح جرت علي، فقصت جناحي، وسلبت ما لدي، لأمضيت عزمي، وكنت مكان نظمي " (?) .
بعد ذلك نصادف فئتين من الشعراء لعلهم قلة بين شعراء ذلك العصر فمنهم من يتجول حقا على ملوك الطوائف ولكن دون ان يتخذ الشعر وسيلة للكسب، وهذا أغرب الفئتين، ومن ذلك حال ابن عيطون اللخمي الطلطلي فقد قال فيه ابن بسام (?) : إنه " قال الشعر متحببا لا متكسبا " مع ان اكثر ما ورده من شعره فهو في المدح، وقال ابن سعيد بعد أن وصفه بإباء النفس وعدم التكسب انه " حال على ملوك الطوائف " (?) وها هنا مقام نفرق به إذن بين اتخاذ الشعر وسيلة للارتزاق وبين عدم تعليقه بما قد يجيء من فائدة مادية، دون رفضها إن جاءت؛ أما الفئة الثانية فهي فريق الشعراء الذي يترفع عن التجوال ويبتعد عن المدح ما استطاع إلى ذلك سبيلا خضوعا لمذهب ذاتي فلسفي أو ديني أو لعله خاصة. ومن هذا الفريق الشاعر المتفلسف الملقب بالمتنبي " فقد استتر ببلغة، واقتصر على طريقة، فلم يطرأ على الدول " (?) ومنهم شعراء الزهد كالالبيري وابن العسال ومن جرى على المذهب. وقد كان ابن خفاجة يمثل هذا الفريق أيضا في عهد ملوك الطوائف فلما دخل المرابطون جزيرة الأندلس تخلى عن عزلته وشارك في مدح أمراء الملثمين ولكنه ظل يؤكد في قصائده أنه يمدح تقديرا لا استجلابا لعرض نادي.
وخلاصة ما هنالك أن الشاعر في عصر الطوائف إن لم يكن من