وإذا كان الزجل في الرثاء ظهرت خاتمته جلية من طبيعة الدعاء الختامي. وهكذا ترى ان الزجل لم يستعر دائما شكل الموشح، وانه جرى كثيرا على طبيعة القصيدة من حيث خرجته باكثر مما جرى على سياق الموشح. إلا انه اتخذ في الغالب شكلا مستقلا عن الاثنين، وجاء اكثر انطلاقا منهما لاحتفاله بالسرد القصصي، ولعدم الإلحاح على التقفية في أجزائه كلها.
4 - ابن قزمان والزجل:
اسمه محمد بن عيسى بن عبد الملك بن عيسى بن قزمان وكنيته أبو بكر ولد حوالي سنة 480 وتوفي سنة 554 والأمير محمد بن سعد بن مردنيش محاضر قرطبة (?) وقد خلطت بعض الكتب وبعض الدارسين بينه وبين أبي بكر محمد بن عبد الملك بن عيسى؟ الأكبر - وهو عم الزجال. قال ابن سعيد في ترجمته له: " إمام الزجالين بالأندلس؟ وذكر الحجازي انه كان في أول نشأته مشتغلا بالنظم المعرب فرأى نفسه تقصر عن أفراد عصره، كابن خفاجة وغيره، فعمد إلى طريقه لا يمازحه فيها أحد منهم فصار إمام أهل الزجل المنظوم بكلام عامة الأندلس " (?) وذكر ابن سعيد في موضع آخر ان بيت بني قزمان في قرطبة بين جليل منه أعلام ونبهاء (?) ، وقد أورد له ابن سعيد قطعتين من الشعر المعرب، إحداهما نظمها وقد رقص في مجلس شراب فاطفأ السراج بكمه، والثانية في مدح