وقال في وصف من امتزج القرآن بدمه ولحمه حاكيًا عن نفسه: "إني عندما أسمع القرآن أو أتلوه أحسب أني في زمن الوحي، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ينطق به كما أنزل عليه -أو نزل به عليه- جبريل عليه السلام" وبهذا امتاز الأستاذ الإمام -رحمه الله تعالى- على الأقران إن كان له أقران1.
إن الله تعالى قد أوجد بالقرآن أعظم انقلاب في البشر، بتأثيره في أنفس العرب، إذ جعلهم بعد أميتهم أساتيذ الأمم وسادة العجم، وما فقد المسلمون هدايته إلا لجهلهم بأسرار لغته، لذلك يهاجمه أعداؤه الملاحدة والمستعمرون من طريق لغته، فليعلم المسلمون هذا، وليحرصوا على حفظ دينهم يحفظ لغتهم وممارسة آدابها وأسرار بلاغتها ولتكن غاية هذا كله فهم القرآن، كما كان يفهمه سلفنا الصالح "والله يقول الحق وهو يهدي السبيل".
القاهرة - ربيع الأول سنة 1346
محمد رشيد رضا
منشئ مجلة المنار