الصواب حتى نقبل ما لا يعقل، ولا مقدار الوهن حتى نلحق ما يقبل بما لا يقبل.
وقد جعلنا أبوابه اثني عشر بابًا تنطوي على جملة المأثور، ويدور عليها التاريخ كما تدور السنة على عدة الشهور، وهذه سياقتها بعد فصلين من التمهيد في تأريخ الأدب، وأصل العرب:
"الباب الأول": في تاريخ اللغة ونشأتها وتفرعها وما يتصل بذلك.
"الباب الثاني": في تاريخ الرواية ومشاهير الرواة وما تقلب من ذلك على الشعر واللغة.
"الباب الثالث": في منزلة القرآن الكريم من اللغة وإعجازه وتاريخه، وفي البلاغة النبوية ونسق الإعجاز فيها.
"الباب الرابع": في تاريخ الخطابة والأمثال: جاهلية وإسلامًا.
"الباب الخامس": في تاريخ الشعر العربي ومذاهبه والفنون المستحدثة منه وما يلتحق بذلك.
"الباب السادس": في حقيقة القصائد المعلقات ودرس شعرائها.
"الباب السابع": في أطوار الأدب العربي وتقلب العصور به وتاريخ أدب الأندلس إلى سقوطها، ومصرع العربية فيها.
"الباب الثامن": في تاريخ الكتابة وفنونها وأساليبها ورؤساء الكتاب وما يجري هذا المجرى.
"الباب التاسع": في حركة العقل العربي وتاريخ العلوم وأصناف الآداب جاهلية وإسلامًا "بالإيجاز" التاريخي.
"الباب العاشر": في التأليف وتاريخه عند العرب ونوادر الكتب العربية.
"الباب الحادي عشر": في الصناعات اللفظية التي أولع بها المتأخرون في النظم والنثر وتاريخ أنواعها.
"الباب الثاني عشر": في الطبقات وشيء من الموازنات1.
هذه هي حوادث التاريخ وأبوابه، ومنها كما ترى فصوله وكتابه، وأنا أسأل الله أن يكون قد كتب فيه من السلامة ما يحقق به الفائدة للقراء، وأن يهب له من حسنات أهل الإنصاف ما يكفر عن سيئات أهل المراء. والحمد لله على ما أنعم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.