الفرات، فخام [1] تمر عن لقائه. وسار إلى محاربة طقطمش، فاستولى على أعماله كلّها، ورجعت قبائل المغل إلى تمر، وساروا تحت رايته. وذهب طقطمش في ناحية الشمال، وراء بلغار، متذمما بقبائل اروس من شعوب التّرك في الجبال.
وسارت عصائب الترك كلها تحت رايات تمر، ثم اضطرب ملوك الهند، واستصرخ خارج منهم بالأمير تمر، فسار إليهم في عساكر المغل، وملك دلّي [2] ، وفرّ صاحبها الى كنباية [3] مرسى بحر الهند، وعاثوا في نواحي بلاد الهند. ثمّ بلغه هنالك مهلك الظاهر برقوق بمصر، فرجع إلى البلاد، ومرّ على العراق، ثم على أرمينية [4] وأرزنكان [5] ، حتى وصل سيواس [6] فخرّبها، وعاث في نواحيها، ورجع عنها أول سنة ثلاث من المائة التّاسعة. ونازل قلعة الروم [7] ، فامتنعت، وتجاوزها الى حلب، فقابله نائب الشام وعساكره في ساحتها، ففضّهم، واقتحم المغل المدينة من كل ناحية. ووقع فيها من العيث والنّهب والمصادرة واستباحة الحرم، ما لم يعهد الناس مثله، ووصل الخبر الى مصر، فتجهز السّلطان فرج ابن الملك الظّاهر [8] الى المدافعة عن الشّام، وخرج في عساكره من التّرك مسابقا المغل وملكهم تمر أن يصدّهم عنها.
لما وصل الخبر إلى مصر بأن الأمير تمر [9] ملك بلاد الروم، وخرّب سيواس، ورجع