تاريخ ابن خلدون (صفحة 4744)

وتوريز [1] ، الشيخ حسن سبط هولاكو [2] ، واتصل ملكها في بنيه لهذا العهد، وملك خراسان وطبرستان شاه وليّ من تابعة بني هولاكو، وملك أصبهان، وفارس، بنو مظفّر البردي [3] من عمّالهم أيضا، وأقاموا بنو دوشي خان في مملكة صراي وآخرهم بها طقطمش بن بردي بك [4] ، ثم سما لبني جقطاي وراء النّهر، وملوكهم أمل في التغلّب على أعمال بني هولاكو، وبني دوشي خان، بما استفحل ملكهم هنالك، لعدم التّرف والتّنعم، فبقوا على البداوة، وكان لهم ملك اسمه ساطلمش [5] هلك لهذا العهد، وأجلسوا ابنه على التّخت مكانه، وأمراء بني جقطاي جميعا في خدمته، وكبيرهم تيمور المعروف بتمر بن طرغاي [6] فقام بأمر هذا الصبي وكفله، وتزوّج أمّه، ومدّ يده إلى ممالك بني دوشي خان التي كانت على دعوتهم وراء النّهر، مثل سمرقند [7] ، وبخارى، وخوارزم، وأجاز إلى طبرستان وخراسان فملكهما. ثم ملك أصبهان، وزحف إلى بغداد، فملكها من يد أحمد بن أويس. وفرّ أحمد مستجيرا بملك مصر، وهو الملك الظاهر برقوق، وقد تقدّم ذكره، فأجاره، ووعده النّصر من عدوّه. وبعث الأمير تمر رسلا إلى صاحب مصر، يقررون معه الولاية والاتّحاد، وحسن الجوار، فوصلوا إلى الرّحبة، فلقيهم عاملها، ودار بينهم الكلام فأوحشوه في الخطاب، وأنزلهم، فبيّت جميعهم، وقتلهم. وخرج الظاهر برقوق من مصر، وجمع العرب والتّركمان، وأناخ على الفرات، وصرخ بطقطمش من كرسيّه بصراي، فحشد ووصل إلى الأبواب [8] . ثم زحف تمر إلى الشام سنة ست وتسعين وسبعمائة وبلغ الرّها [9] ، والظاهر يومئذ على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015