تاريخ ابن خلدون (صفحة 4648)

وموقوذة [1] ، وحفظ هلاله في البدار [2] الى تمّه وبعد تمّه، وأقرّ به عين أبيه وأمّه. غير أنّي- والله يغفر لسيدي- بيد أنّي راكع في سبيل الشّكر وساجد، فأنا عاتب وواجد، إذ كان ظنّي أنّ البريد بهذا الخبر إليّ يعمل، وأنّ إتحافي به لا يهمل، فانعكست القضيّة، ورابت الحال المرضيّة، وفضلت الأمور الذّاتية الأمور العرضيّة، والحكم جازم، وأحد الفرضين لازم، إما عدم السّوية [3] ، ويعارضه اعتناء حبله مغار [4] ، وعهدة سلم لم يدخلها جزية ولا صغار، أو جهل بمقدار الهبة، ويعارضه علم بمقدار الحقوق، ورضى مناف للعقوق، فوقع الأشكال، وربّما لطف عذر كان عليه الاتّكال. وإذا لم يبشّر مثلي بمنحة الله قبل تلك الذّات السرية، الخليقة بالنّعم الحرية، فمن الّذي يبشّر، وعلى من يعرض بزّها [5] أو ينشر، وهي التي واصلت التّفقّد [6] ، وبهرجت [7] المعاملة وأبت أن تنقد، وأنّست الغربة وجرحها غير مندمل [8] ، ونفّست الكربة وجنحها [9] على الجوانح [10] مشتمل، فمتى فرض نسيان الحقوق لم ينلني فرض، ولا شهد به عليّ سماء ولا أرض، وإن قصّر فيما يجب لسيدي عمل، لم يقصّر رجاء ولا أمل، ولي في شرح حمده ناقة وجمل [11] . ومنه جلّ وعلا نسأل أن يريه قرّة العين في نفسه وماله وبنيه، ويجعل أكبر عطايا الهيالج أصغر سنيه، ويقلّد عواتق [12]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015