تاريخ ابن خلدون (صفحة 4649)

الكواكب البابانية [1] حمائل أمانيه. وإن تشوّف سيدي لحال وليّه، فخلوة طيبة، ورحمة من جانب الله صيّبة، وبرق يشام [2] ، فيقال: حدّث ما وراءك يا هشام. وللَّه درّ شيخنا إذ يقول:

لا بارك للَّه في إن لم ... أصرّف النّفس في الأهمّ

وكثّر الله في همومي ... إن كان غير الخلاص همّي

وإن أنعم سيّدي بالإلماع بحاله، وحال الولد المبارك، فذلك من غرر إحسانه، ومنزلته في لحظ لحظبي بمنزلة إنسانه، والسّلام.

(العودة الى المغرب الأقصى)

ولما كنت في الاعتمال في مشايعة السلطان عبد العزيز ملك المغرب [3] ، كما ذكرت تفاصيله، وأنا مقيم ببسكرة في جوار صاحبها أحمد بن يوسف بن مزنى، وهو صاحب زمام رياح، وأكثر عطائهم من السلطان مفترض عليه في جباية الزّاب [4] ، وهم يرجعون اليه في الكثير من أمورهم، فلم أشعر إلّا وقد حدثت المنافسة منه في استتباع العرب، ووغر صدره [5] ، وصدّق في ظنونه وتوهّماته، وطاوع الوشاة فيما يوردون على سمعه من التّقوّل والاختلاق، وجاش صدره بذلك، فكتب إلى ونزمار بن عريف، وليّ السلطان، وصاحب شواره، يتنفّس الصّعداء من ذلك، فأنهاه إلى السلطان، فاستدعاني لوقته، وارتحلت من بسكرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015