القيامة وعن ابن عمر عنه عليه السلام من استطاع أن يمت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من جاءني زائرا لا يهمه إلا زيارتي كان حقا على الله سبحانه أن أكون له شفيعا، وروي عنه صلى الله عليه وسلم من زارني بعد وفاتي فكأنه زارني في حياتي.
وفي كتاب الشفاء لأبن سبع رحمه الله ان بعض العلماء قال ومما خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من الآيات الظاهرة والعلامات الزاهرة الشعاع الذي يرى فوق المدينة كالإكليل يتطاير من موضع لا يخفى على من يتأمله وهذه كرامة أفرد بها المدينة دون سائر البلدان. وللمدينة المكرمة أربعة أبواب وهي تحت سورين في كل سور باب يقابله باب آخر الواحد منها حديد كله ويعرف بباب الحديد ويليه باب الشريفة ثم باب القبلة ثم باب البقيع المذكور، وقبل سور المدينة من جهة الغرب بمقدار غلوة هو الخندق الشهير الذكر الذي صنعه النبي صلى الله عليه وسلم عند تحزب الأحزاب وبينه وبين المدينة المكرمة عن يمين الطريق العين المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم وعليها خلق عظيم وبنيان مستدير ومنبع العين وسطه كأنه الحوض المستطيل، وتحته سقايتان مستطيلتان باستطالة الخلق، فقد ضرب بين كل سقاية وبين الحوض المذكور جدار، فحصل الحوض محدقا بجدارين وهو يمد السقايتين المذكورتين ويهبط إليهما على أدراج عددها خمسة وعشرون درجا وماء هذه العين المباركة يعم أهل الأرض فضلا عن أهل المدينة، وللمدينة المكرمة سقاية ثالثة داخل باب الحديد يهبط إليها على أدراج وماءها معين وهو بمقربة من الحرم الكريم، والمدينة المكرمة في مستو من الأرض شريف نزيه وسماها عليه السلام طيبة لأن من توجه نحوها يجد رائحة طيبة على مسيرة أميال، والمدينة المكرمة متسعة الأرجاء مشرقة الأنحاء طيبة الهواء كثيرة النخيل والماء ممتدة التخطيط والاستواء حسنة الترتيب والبناء لم أر قط ولم أتنشق ءانق من رباها ولا أعبق من صباها ولا أمرع من روضها، ولا أمرح من أرضها ولا أصفى من جوها ولا أضوأ من ضوئها، ولا اشرق من نورها وأفتن من زهرها ولا ارق حاشية من أديمها ولا ألصق بنياط القلب من أرجها ونسيمها.
أحب الحما لأجل من سكن الحما ... ومن أجل من فيها تحب المنازل