ثم نزلت منازله، فتمتعت بها دهورا، وأقمت ألازمها ليالي وأياما وشهورا، وجعل الله لي بصحبة هذا الشيخ انتفاعا وظهورا، ولهذا الرجل الصيت البعيد، والباع المديد، زهدا وانقباضا، ونصيحة لعباد الله تعالى وحدبا على ضعفائهم، ووضع له القبول في الأرض فلم يختلف اثنان في فضله، ولي منه حظ لا أعده به حظا عسى الله ان ينفع به) وثانيه (في الفضل والولاية، والعلم المتسع والدراية، الشيخ العالم خطيب الجامع الأعظم، والراقي بقدم الصدق وذروة مناره، المعظم، أبو عبد الله بن عبد الستار، نفع الله تعالى به إمام من أئمة الفروع والتفسير، وسراج يقتدى به في ظلمات الدياجير، انتهى من الفضل إلى أقصى أمده، وكرع في بحره لا في تمده وحل منزلة مقنعة من عالم اللسان، ونظرت به عين التعين كالإنسان، أضاء بأنوار معارفه البلاد، وترادف على محله العلي العلمي القصاد، وعلا سنه وسناه، وبلغ من وعي المعارف الدينية والأحاديث الكريمة النبوية قصده ومناه، له جلالة السبق، ومهابة الولاية والصدق، ومكانة القبول عند الخالق الخلق، ذو في الدنيا وأغراض عن زهرتها، وعزوف عن طلابها، وكان يدرس العلوم في مدرسة الكتبيين التي استوطنها، فسمعت عليه كثيرا من التفسير والحديث والفروع والأصول وغير ذلك، ولازمته وانتفعت به، وشاهدت له كرامات ومقامات تصدر إلا من مثله أو من الولي الذي من قبله.