فهيّا بنا نستعرض ما تيسر من تلك البينات الخارقة للعادة التي ذكرها الله سبحانه في كتابه الكريم، والتي رواها لنا حملة السنة الثقات، وسنحاول عرضها حسب تسلسلها التاريخي ما أمكن.
كانت هذه الحادثة المعجزة مقدمة لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أراد نصارى الحبشة الذين كانوا باليمن هدم الكعبة انتصارا لكنيستهم التي كانت باليمن عند ما لطخها بعض العرب، فانطلقوا إلى مكة ومعهم فيل لهدم الكعبة، فردهم الله تعالى على أعقابهم خاسرين وأهلكهم، وكان ذلك عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وأنزل الله سبحانه سورة في كتابه تذكر هذه الحادثة العجيبة التي أهلك الله فيها أصحاب الفيل بصورة غير متوقعة عند كل من يسمعها، حيث حبس الله الفيل عن دخول مكة «1» وأرسل على المعتدين طيرا تحمل حجارة من سجيل فأهلكهم.
قال تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (?) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (?) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) [الفيل: 1- 5] «2» .