فكانت هذه الحادثة توطئة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال ابن تيمية- رحمه الله-:
وكان جيران البيت مشركين يعبدون الأوثان، ودين النصارى خير من دينهم، فعلم بذلك أن هذه الآية لم تكن لأجل جيران البيت حينئذ، بل كانت لأجل البيت، أو لأجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي ولد في ذلك العام عند البيت، أو لمجموعهما، وأيّ ذلك كان، فهو من دلائل نبوته، وذلك أنه ليس من أهل الملل من يحج إلى هذا البيت ويصلي إليه إلا أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، التي فرض الله عليها ذلك برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولذا أهلك الله النصارى أهل الكنائس الذين أرادوا هدم البيت، فتعين بذلك أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير من النصارى، وذلك يستلزم أن نبيهم صلى الله عليه وسلم صادق فيما أتى به من ربه (?) .
سأل كفار مكة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يريهم علامة تدل على صدق نبوته. قال أنس رضي الله عنه: سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يريهم آية (أي علامة على صدق نبوته) فأراهم القمر شقّتين، حتّى رأوا حراء (?) بينهما (?) .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: انشقّ القمر ونحن مع النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فصار فرقتين فقال لنا: اشهدوا اشهدوا (?) . وفي رواية عنه: أنهم