إذا طُلبت الدنيا بالعلم صار كأي فن من الفنون أوصَنْعة من الصنائع فلا يكون له فضل على غيره كما هو حاصل.
ونصح سفيان يوماً إنساناً رآه في خدمة الولاة، فقال: ما أصنع بعيالي؟ فقال سفيان: ألا تسمعون إلى هذا يقول: إنه إذا عصى الله رزق عياله وإذا أطاع الله ضيّعهم، ثم قال: لا تقتدوا قط بصاحب عيال لا يسلم من التخليط وعذره دائماً في أكل الشبهات والحرام قوله عيالي. إنتهى.
يُقاس على هذا سائر المعاذير الزائفة مثل: كيف نترزق ومثل: لوْ تخلينا حصل كذا وكذا.
وقال: إذا رأيتم العالِم يلوذ بباب السلاطين فاعلموا أنه لِص، وإذا رأيتموه يلوذ بباب الأغنياء فاعلموا أنه مُرَاءٍ. انتهى.
لابد للعلم من الصيانة وإلا وقع الخلل بالديانة.
واليوم لا يحتاج العلماء للياذ بالأبواب فالأموال تأتيهم بدون ذلك وسُئل عن الغوْغاء فقال: هم الذين يطلبون بعلمهم الدنيا. انتهى.
ليُعلم أن أمور زماننا مخيفة ونحن مصابون مع عدم شعور بالمصيبة.
وقال: ولوْ أن أهل العلم أخلصوا فيه ما كان من عمل أفضل منه. انتهى.
كيف يتفق إخلاص في العلم مع طلب الدنيا والرئاسة؟