إنه متقرر عند السلف أن فساد العلم أن تُطلب به الدنيا لأن ذلك خلاف المراد منه.

وقال كعب الأحبار: يوشك أن تَرَوْا جُهال الناس يتباهوْن بالعلم ويتغايرون على التقدم به عند الأمراء كما يتغاير النساء على الرجال فذلك حظهم من علمهم. إنتهى.

سَمّاهم جهالاً مع مامعهم من العلم لِوَضْعهم العلم في غير موضعه.

قال سفيان الثوري: إذا فسد العلماء فمن يصلحهم؟ وفسادهم ميْلهم إلى الدنيا، وإذا جَرَّ الطبيب الداء إلى نفسه فكيف يداوي غيره؟ إنتهى.

الميْل إلى الدنيا داء العلماء فتأمل زماننا وكيف أن الأطباء يجرّون الداء إلى نفوسهم.

وكان يقول: لوْ علمتُ من الناس أنهم يريدون بالعلم وجه الله لأتيت إلى بيوتهم فعلمتهم ولكن يريدون به مجاراة الناس وأنْ يقولوا حدثنا سفيان. إنتهى.

وهذا فيه أن طلب الشهرة بالعلم يفسده، ولابد من الإخلاص في طلب العلم الشرعي.

وكان يقول: إنما يُطلب العلم ليتقي به وجه الله عز وجل فمن ثم فُضِّل على غيره ولوْلا ذلك لكان كسائر الأشياء. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015