رأيت بني على ظهرها ... فصاروا إلى بطنها ينقلونا
فمن كان يسليه مر الزمان ... فحرني تجدده لي السنونا
ومما يسكن وجدي بهم ... بأن المنون ستلقى المنونا
وقال آخر:
فإن تصبرا فالصبر خير مغبةٍ ... وإن تجرعا فالأمر ما تريان
قال يونس بن حبيب: أشعر بيت قالته العرب، قول دريد بن الصمة:
قليل التشكي للمصيبات ذاكر ... من اليوم أعقاب الأحاديث من غد
وقال آخر:
وما كثرة الشكوى بأمرٍ حزامة ... ولا بد من شكوى إذا لم يكن حرم
وقال منصور الفقيه:
ماذا جنته الليالي ... فيما جلبن إلينا
وفي كل يوم نعزى ... فيمن يعز علينا
وقال آخر:
غز امرؤ منته نف ... س أن تدوم له السلامه
هيهات أعيا الأولي ... ن دواء دائك يا دعامه
عرى رجل رجلاً ماتت امرأته من نفاسها، فقال: أعظم الله أجرك فيما أباد، وبارك لك فيما أفاد.
قال جرير:
وأهون مفقودٍ إذا الموت غاله ... على المرء من أحبابه من تقنعا
وقال آخر:
ولم أر نعمةً شملت كريماً ... كنعمة عورةٍ سترت بقبر
وقد مضى من هذا المعنى ذكر في باب الولد.
ومن شعر جرير في رثاء امرأته:
لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار
صلى الملائكة الذين تخيروا ... والطيبون عليك والأبرار
قال عمر بن الخطاب: أفضل الصبر التصبر.
قال يونس بن عبيد: لو أمرنا بالجزع لصبرنا.
قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر: اصبر إذا عضك الزمان، ومن أصبر عند الزمان.
وقال محمود الوراق:
أئن فات ما كنت أملته ... جزعت وماذا يرد الجزع
ففوض إلى الله كل الأمور ... فليس يكون سوى ما صنع
ولا يخدعنك صرف الرمان ... فإن الرمان كثير الخدع
وقال آخر:
إذا ضيقت أمراً زاد ضيقاً ... وإن هونت ما قد عز هانا
فلا تهلك لشيءٍ فات حرناً ... فكم أمرٍ تصعب ثم لانا
وقال آخر:
فإذا أتتك مصيبة فاصبر لها ... عظمت مصيبة مبتلىّ لا يصبر
وأنشد ابن عائشة:
يعزى المعزى ساعةً ثم ينقضى ... ونفس المعزى في أحر من الجمر
لأن المعزى إلفه في مكانه ... وإلف المعزى في ضريحٍ من القبر
وأنشد ابن عائشة أيضاً:
خليلي إني للثريا لحاسد ... وإني على صرف الزمان لواجد
أيجمع منها شملها وهي سبعة ... وأفقد من أحببته وهو واحد
وقال ربيعة الرقي:
أليس الزمان كما قد علمت ... فمالك تجزع من صرفه
وعندك علم به ثاقب ... وعين تدل على وصفه
وأيامه دول والنفوس ... رهون الحوادث من حتفه
فأين المعافى من النائبات ... ومن صاحب الدهر لم يعفه
ومن صاحب الدهر لاقى الذي ... يخاف على الرغم من أنفه
فكن حازم الرأي واصبر له ... فللحر صبر على ضعفه
وقال أبو العتاهية:
ليس لمن ليست له حيلة ... موجودة خير من الصبر
وقال آخر:
رمن لم يسلم للنوائب أصبحت ... خلائقه طراً عليه نوائبا
وقال آخر:
لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقى ... نوائب هذا الدهر أم كيف يحذر
يرى الشيء مما يتقى فيخافه ... وما لا يرى مما يقي الله أكثر
وقال أبو العتاهية:
حيلة من ليست له حيلة ... حسن عزاء النفس بالصبر
لضابئ بن الحارث البرجمي:
وما عاجلات الطير تدنى من الفتى ... رشاداً ولا عن ريثهن يخيب
ورب أمور لا تضيرك ضيرةً ... وللقلب من مخشاتهن وجيب
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
وفي الشك تفريط وفي الحزم قوة ... ويخطىء في الظن الفتى ويصيب
وقال آخر:
كم نعمةٍ مطويةٍ ... لك بين أثواب النوائب