خامس عشر: وإذا انتقلنا إلى مجال التنمية الصحية فيكفي القول أن الإسلام هو دين النظافة والقوة, فالنظافة من الإيمان، وهناك الكثير من التوجيهات الإسلامية للعناية بالصحة, والأخذ بأساليب الإرشاد الصحي والوقاية والتداوي أو العلاج, والبعد عن كل ما يفسد الصحة كالسكر وأكل الدم والميتة ولحم الخنزير, فالتوجهات المتعلقة بالوضوء, والطهارة, وتجنب الحائض, والاهتمام بالرضاعة الطبيعية للأطفال, وتوجيه الناس إلى التداوي أو العلاج, والبعد عن كل ما يفسد الصحة كالسُّكْر وأكل الدم والميتة ولحم الخنزير.. فالتوجيهات المتعلقة بالوضوء, والطهارة, وتجنب الحائض, والاهتمام بالرضاعة الطبيعية للأطفال وتوجيه الناس إلى التداوي بما هو حلال طيب, وأن الله لم يوجد داء إلا وخلق له الدواء، والأمر يتجنب اللواط والزنا.. كل هذا دعوة إلى الاهتمام بالصحة والتنمية الصحية، وقد ثبت أن الابتعاد عن هذه التوجيهات الإلهية يوقع الإنسان في التهلكة, ويكفي أن نشير في هذا إلى أن أخطر أمراض العصر "الإيدز", والأمراض النفسية الكبرى, والسرطان, ينجم عن الابتعاد عن التوجيهات الإسلامية51.
سادس عشر: وللإسلام تصوره الواضح لأساسيات النظام السياسي، فالإسلام يعتمد الشورى منهجًا للتعامل السياسي, ويترك التفصيلات لظروف كل مجتمع، وهو بهذا ينبذ الاستبداد والتسلط, ويأمر الله سبحانه وتعالى نبيه عليه السلام بالشورى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر} [آل عمران: 159] , ويصف المؤمنين بأن أمرهم شورى بينهم: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: 38] , وينبه الإسلام إلى ضرورة محاربة المنكر: "من رأى منكم منكرًا, فليغيره ... " الحديث, ويقول عليه السلام:"الساكت عن الحق شيطان أخرس"، ويوجب الإسلام إعمال قاعدة مهمة في الحكم إلى جوانب الشورى، وهي قاعدة العدل: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58] , والإسلام يحارب الظلم, ويحدد الإسلام بشكل دقيق طرق اختيار الحاكم, والشروط الواجب توافرها في الحاكم, ووظائف الحاكم, وطبيعة الدولة ... إلخ, وهكذا حقق الإسلام أرقى أشكال التنمية السياسية قبل أن تعرفها الدول الحديثة، تلك الدول التي لم تصل إلى عظمة التطبيق الإسلامي لقيامها على اجتهادات وضعية، ومن عظمة الإسلام أنه يضع المبادئ العامة في بعض الأمور كالشورى, ويترك لكل مجتمع