حرية التطبيق بما يتفق مع ظروفه وتاريخه وثقافته في إطار المبدأ والأساس.
سابع عشر: وقد حدد الإسلام نظمًا للإدارة تحدد أقصى درجات التنمية والتقدم الإداري, وتقوم على مجموعة من القيم الدينية والمنطلقات الإيمانية, مما يجعلها أقوى في التطبيق من كل القواعد الوضعية للتنمية الإدارية, وتقوم الإدارة الإسلامية على عدة أسس أهمها، المساواة: فالمسلمون سواسية كأسنان المشط، والشورى: {وَأَمْرُهُمْ شُوْرَى بَيْنَهُمْ} ، وسيادة القانون, وتطبيق العدالة دون مراعاة للحسب أو النسب أو الغنى والفقر أو اللون..، ويركز الإسلام على أساليب التعامل مع الغير "العلاقات الإنسانية"، ومراعاة المصلحة العامة والاهتمام بمصالح الآخرين، وتيسير مصالح الناس "تيسير الإجراءات وتحقيق المصالح", عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في بيتي هذا: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به" رواه مسلم: "3/ 1458"، وينهى الإسلام عن التسلط والكبرياء, ويؤكد الإسلام مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب, وضرورة انتقاء الرؤساء والولاة بدقة, بشرط ألا يكون الرجل حريصًا عليها، يقول عليه الصلاة والسلام: "إنا والله لا نولي على هذا العمل أحدًا سأله, ولا أحدًا حرص عليه" أخرجه مسلم: "3/ 1456", ويحرص الإسلام على أهمية الوفاء بالعهود, ويؤكد قيم الصدق والعدل والكفاية, وينبذ التعقيد الروتيني والتفرقة في التعامل, وأهم شيء في الإدارة الإسلامية عنصر مراقبة الله في السر والعلن.. وفي مجال إتقان العمل والإنتاج, فقد نسب الله الإتقان وإحسان العمل لنفسه, وأمرنا ديننا بإتقان العمل: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" , ويأمرنا ديننا كذلك بالمطابقة بين القول والعمل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُون} ... الآية، وهنا يؤكد أهمية القدوة الحسنة، ومسئولية الراعي عن الرعية: "كلكم راعٍ, وكلكم مسئول عن رعيته" أخرجه مسلم: "3/ 1459", وينهى الإسلام عما يطلق عليه حديثًا أمراض البيروقراطية كالرشوة: "لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم" , والتعقيد والتعسف: "ألا هلك المتنطعون" , وينهى عن المحاباة: "من ولي من أمر