بلاغات النساء (صفحة 107)

أنشدني حماد عن أبيه قال أنشدني إدريس بن أبي حفصة لجارية له بدوية يقال لها جمل تهجوه:

يا جمل لو كنت عند الله مسلمة ... لما ابتليت بشيخٍ مثل إدريس

لما ابتليت بشيخٍ لا حراك به ... أبقى لك الدهر منه شر ملبوس

يلقاك منه الذي تهوين رؤيته ... عند اللقاء بأدبار وتنكيس

أمسى وأصبح مما لا يبوح به ... مما تحبين رأساً في المفاليس

إسحاق قال قال ربيعة بن رميح أخبرني شيخٌ من أهل الحجاز أنه حضر رجلاً من الأعراب وامرأته قد حكما بينهما حكمين بعد تطاول من الشر فحكم بفرقتهما فقالت لزوجها فيما تقول أما والله إن كنت بخيلاً على ما ملكت مقتراً إذا أنفقت مناناً إذا وهبت تفلاً إذا باشرت فقال زوجها وأنت والله إن كنت لظاهرة الكسل ميتاء العمل كريهة المقبل شختة المخلخل " قال " إسحاق الموصلي أنشدني بعض الأعراب لامرأة تذم زوجها:

إني ندمت على ما كان من عجبي ... واقصر الدهر عني أي اقصار

فليتني يوم قالوا أنت زوجته ... أصابني ذو نيوب سمه ضاري

يا رب إن كان في الجنات مدخله ... فاجعل أميمة رب الناس في النار

قال الأصمعي كان شيخ من بني سعد باليمامة ذا مال فجمع بين أربع نسوة وكان تفلاً مفركاً ففركته جمع وأصلح بينهن بغضة فرصدهن ذات ليلة وهن يتحدثن ويذكرنه فقالت إحداهن:

قلن جميعاً في فنون عيبه ... وغيبه لا مأثم في غيبه

قالت الثانية:

اقمر عيني ببياض شيبة ... وشف جسمي طول شم جيبه

قالت الثالثة:

اللؤم والخيبة حشو ثوبه ... فبي فحل الموت صبحاً أو به

فقالت الرابعة:

يا ليت ما ينالني من سيبه ... تطليقه تخرج من قلبيه

فأصبح فطلقهن جميعاً " قال " الجعدي نزل رجل على امرأة من بني ثعلبة بن يربوع فأحسنت قراه فلما غدا عنها هجاها وذكر أنها سامته نفسها:

ووالله ما أرضى الذي قد رضيته ... لنفسي فكفى لأسقيت من القطر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015