وأما الغلاة من الرافضة وأشباههم الذين يصرحون بعصمة من يعظمونه من الأئمة والمشايخ والعلماء فضلا لهم أظهر من ضلال طائفة أخرى وهم لا يقولون أنهم معصومون لكن يعاملونهم معاملة المعصوم حتى قد يعادى أحدهم من يقول عن أحدهم أنه أخطأ وإن كان القائل معظما لمن قال ذلك فيه مكرما له مجلا له ولم يقل ذلك على وجه الانتقاص ولكن البيان أنه لا معصوم إلا رسول الله وأن من سواه يصيب ويخطىء بل قد يستحل عقوبته أو أذيته للقول الذي أجمع أئمة الدين على أنه الحق الذي يجب اعتقاده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في تعبير الرؤيا: "أصبت بعضا وأخطأت بعضا" والحديث في الصحيحين وكما قال لما ذكرت له سبيعة عن أبي السنابل بن بعكك أنه قال: ما أنت بناكحة حتى تعتدي الأجلين فقال: "كذب أبو السنابل حللت فانكحي".
وهذه الفتيا قد أفتى بها علي وابن عباس.