المنادي لنسمع منه، فاذا وقفنا ببابه خرجت الينا جارية له وقالت: كم أنتم؟
فنخبرها بعددنا، ويؤذن لنا في الدخول، ويحدثنا، فحضر معنا مرة انسان علوي وغلام له، فلما استأذنا قالت الجارية: كم أنتم؟ فقلنا نحن ثلاثة عشر، وما كنا حسبنا العلوي ولا غلامه في العدد، فدخلنا عليه، فلما رآنا خمسة عشر نفسا قال لنا: انصرفوا اليوم فلست أحدثكم، فانصرفنا، وظننا أنه عرض له شغل، ثم عدنا اليه مجلسا ثانيا، فصرفنا ولم يحدثنا، فسألناه بعد عن السبب الذي أوجب ترك التحديث لنا؟ فقال: كنتم تذكرون عددكم في كل مرة للجارية وتصدقون، ثم كذبتم في المرة الآخرة، ومن كذب في هذا المقدار أيؤمن أن يكذب فيما هو أكثر منه؟! قال: فاعتذرنا اليه، وقلنا: نحن نتحفظ فيما بعد، فحدثنا، أو كما قال. (3- و) .
أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الانصاري قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال: ولد أبو الحسين بن المنادي لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول سنة ست وخمسين ومائتين، وقال غيره: سنة سبع وخمسين «1» .
كتب الينا أحمد بن أحمد البندنيجي أن منوجهر بن محمد أخبرهم قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أنبأنا أبو عمر بن حيوية الخراز قال: قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن المنادي في الوفيات التي جمعها قال: وأبو القاسم عصام بن عتاب ابن عصام الكندي البزاز يوم الاثنين، يعني من سنة سبع وثلاثمائة، وهو اليوم الذي دخلت فيه الى مدينتنا من طرسوس.
أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر