لم يكن فيها أحد، كانت قد تركت قبل الإسلام، فبعث إلى عمر بثلث سبي الحاضر.
وقد ذكر سعيد بن البطريق النصراني في تاريخه ما حكاه ابن عائذ أتم خبرا فأوردته بما فيه من الزيادة، ولعل الزيادة إنما أخذها من كتبهم، قال: وكان هرقل قد تنحى من دمشق إلى حمص، فلما سمع هرقل أن المسلمين قد أخذوا فلسطين والأردن وصاروا إلى البثنية خرج من حمص إلى مدينة أنطاكية، ففرض الفروض واستنفر المستعربة من غسان، وجذام، ولخم، وكل من قدر عليه من الأرمن وأقام عليهم قائدا من قواده يقال له ماهان، ووجه بهم إلى دمشق، وذكر أمر دمشق وفتحها وقال: وكل من أفلت من الروم من المقاتله لحق بهرقل بأنطاكية، فلما سمع هرقل أن دمشق قد فتحت، قال: عليك السلام يا سورية، ثم سار حتى دخل قسطنطينية، وذلك في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب.
وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أن يصير بجنده إلى فلسطين، وكتب إني قد استعملت يزيد بن أبي سفيان على دمشق وشرحبيل بن (255- و) حسنة على الأردن، وأبا عبيدة بن الجراح على حمص، فسار عمرو بن العاص إلى فلسطين، وشرحبيل إلى الأردن، وسار أبو عبيدة بن الجراح إلى بعلبك، فقالوا:
نحن على ما صالحتم عليه أهل دمشق، فكتب لهم أمانا، ثم سار إلى حمص، وكتب لأهل مدينة حلب الأمان، ودخلت المدائن كلها في الصلح، فالمدائن كلها صلح، ثم اتصل بالمسلمين قدوم عمر بن الخطاب إلى بيت المقدس، فخلف أبو عبيدة بن الجراح عياض بن غنم على أصحابه، وخلف يزيد بن أبي سفيان معاوية بن أبي سفيان على أصحابه وخلف عمرو بن العاص ابنه عبد الله بن عمرو على أصحابه، ولقوا عمر بن الخطاب عند فتح بيت المقدس.
وقال: ثم رجع عمر بن الخطاب من بيت المقدس إلى المدينة، وخرج أبو عبيدة ابن الجراح إلى حمص، وسار من حمص إلى قنسرين، فكتب إليه أهل قنسرين يسألونه الموادعة سنة، فمن سار إلى الروم فهو حرب، ومن أقام فهو ذمة وصلح فأجابوهم ولم يغزوهم، وجعلوا عمودا قائما بين الروم وبين المسلمين، ليس للمسلمين