وصاحب لك يسعى في أمر على طرف نهر، وأنت تريد أن تقرر له أنه لا يحصل من سعيه على طائل، فأدخلت يدك في الماء ثم قلت له: "انظر: هل حصل في كفي من الماء شيء؟ فكذلك أنت في أمرك" كان لذلك ضرب من التأثير في النفس وتمكين المعنى في القلب زائد على القول المجرد.

ومنها: الاستطراف كما سيأتي1.

ومن فضائل التشبيه أنه يأتيك من الشيء الواحد بأشياء عدة2: نحو أن يعطيك من الزند بإيرائه3: شبه الجواد والذكي والنجح في الأمور، وبإصلاده4: شبه البخيل والبليد والخيبة في السعي، ومن القمر: الكمال عن النقصان، كما قال أبو تمام:

لهفي على تلك الشواهد فيهما ... لو أُمهلت حتى تصير شمائلا5

لغدا سكوتهما حجا وصباهما ... حلما وتلك الأريحية نائلا6

ولأعقب النجم المُرِذّ بديمة ... ولعاد ذاك الطل جَوْدا وابلا7

طور بواسطة نورين ميديا © 2015