وكتحقيق التشبيه1 في قول امرئ القيس "من الطويل":

كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجَزْع الذي لم يثقب2

فإنه لما أتى على التشبيه قبل ذكر القافية، واحتاج إليها، جاء بزيادة حسنة في قوله: "لم يثقب"؛ لأن الجزع إذا كان غير مثقوب كان أشبه بالعيون. ومثله قول زهير "من الطويل":

كأن فُتَات العِهْن في كل منزل ... نزلت به حَبّ الفَنا لم يحطم3

فإن حب الفنا أحمر الظاهر أبيض الباطن، فهو لا يشبه الصوف الأحمر إلا ما لم يحطم. وكذا قول امرئ القيس "من الطويل":

حملت رُدَينيا كأن سنانه ... سنا لهب لم يتصل بدخان4

كما سيأتي5.

وقيل: لا يختص بالنظم، ومثل له بقوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} 6 [يس: 21] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015