لمن لا يرغب فيه ولا تغبط الحي إلا بما تغبط به الميت. وعن الشافعي رحمه الله قال قال فضيل بن عياض رضي الله تعالى عنه كم ممن يطوف بهذا البيت وآخر بعيد منه وأعظم أجرا منه. وعن الشافعي عن فضيل قال قال داود النبي صلى الله عليه وسلم إلهي كن لابني كما كنت لي فأوحى الله تعالى إليه يا داود قل لابنك يكن لي كما كنت لي أكون له كما كنت لك. وعن الشافعي رحمه الله قال قال هشام بن عبد الملك ارفع حاجتك إلي فقال قد رفعتها إلى الجواد الكريم. وروينا في رسالة القشيري رحمه الله في باب كرامات الأولياء قال كان لجعفر الخلدي فص فوقع يوما في دجلة وكان عنده دعاء مجرب للضالة ترد فدعا به فوجد الفص في وسط أوراق كان يتصفحها. قال القشيري سمعت أبا حاتم السجستاني يقول سمعت أبا نصر السراج يقول إن ذلك الدعاء يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع على ضالتي. قلت وقد جربت هذا الدعاء فوجدته نافعا سببا لوجود الضالة على قرب غالبا وأنه لم ينخرم. وسمعت شيخنا أبا البقاء يقول نحو ذلك وهو علمنيه أولا قول فص هو بفتح الفاء وكسرها لغتان الفتح أجود. وأما جعفر الخلدي هو بضم الخاء المعجمة وإسكان اللام قال الحافظ الإمام أبو سعيد السمعاني في الأنساب الخلد محلة ببغداد ينسب إليها صبيح الراوي عن عثمان بن عفان وعائشة رضي الله تعالى عنهما. قال وأما جعفر بن محمد بن نصر الخلدي الخواص أبو محمد أحد مشايخ الصوفية له كرامات ظاهرة وإنما قيل له الخلدي لأنه كان يوما عند الجنيد فسأل يوما على مسألة فقال الجنيد أجبهم فأجابهم فقال له الجنيد من أين لك هذه الأجوبة فقال من خلدي فبقي عليه هذا الاسم حتى توفي سنة ثمان وأربعين وثلثمائة روى عنه الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وغيرهما وكان ثقة روى عن الحارث بن أبي أسامة وغيره وقال أحمد بن أبي الحواري