وبذلك ينتهي المشهد الأول. وفي الثاني نرى حفار القبور يسير إلى هدفه وبيده زجاجة يشدها في حرص وهواجسه تدور محمومة في رأسه وتمثل له اللذة التي سيمارسها:

والحلمتان اشد فوقهما بصدري في اشتهاء ... حتى احسهما بأضلاعي واعتصر الدماء ... باللحم والدم والحنايا منهما لا باليدين ... حتى تغيبا فيه في صدري إلى غير انتهاء ... حتى تمصا من دماي وتلفظاني في ارتخاء ... فوق السرير وتشرئبا ثم نثوي جثتين ... وفي المنظر الثالث وصف لحي البغايا، وطرق على الباب وامرأة تفتح ذلك الباب وهي تقول " ضيف جديد ". وفي المنظر الرابع، وهو الأخير، يعود حفار القبور إلى موقفه الأول، فيكرر أمنياته بالدمار الذي يبسر الموتى ويجلب الرزق ويحلم بما فعل في المنظر الثالث، ثم يفيق من حلمه على صورة نعش تحف به نساء وبينا يهتف لنفسه انه لا بد سيلقى المرأة التي تلذذ بجسدها، لم يكن يعرف أن التابوت القادم يحتوي تلك المرأة نفسها:

لو حدث التابوت عمن فيه أو رفعت يداها ... أو هبة للزعزع النكباء حاشية الغطاء ... تحت النجوم الساهمات، لكاد ينكر من رآها ... ودون ان يعلم، ألحد المرأ، وأخذ أجرا كان أعطاه لها وراح يحلم باللقاء وبالخمور.

إن من يتأمل هذا السياق للقصيدة يدرك ان الشاعر كان يحاول ان يحل مشكلة لا تحل وانه وضع حفار القبور في عربة حتمية مغمض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015