الملاحظ أنّه قال في ترجمة الشاعر: "بشير بن أبي جذيمة ... " وأحال على المؤتلف والمختلف 69، ولم يشر إلى خلاف بين اسمه في الحماسة وبينه في المؤتلف. ثمّ أثبت في فهرس الشعراء: 535 وفهرس الحماسيات: 528 "بشير بن أبي جذيمة" خلافًا لما أثبته في عبارة الإنشاد، وقال في ذكر فروق النسخ: "في د زاد (العبسي) بعد أبي جذيمة" والنسخة التي رمز إليها بحرف (د) هي نسخة أسعد أفندي المنسوخة سنة 431 هـ والتي قال فيها المحقّق إنّها كانت جديرة بأن تتّخذ أمّا وأصلا لولا الخرم الموجود فيها. فلا سبيل إلى الجزم بأنّ اسم لأبيه "أبيّ عند أبي تمام".ثمّ نقل الغندجاني هنا عن النمري اسم الشاعر واكتفى به، ولم يذكر اسم أبيه، ولكنه ثابت في كتابه المطبوع: 193 (أبي جذيمة) وقد نقل الغندجاني اسمه عن النمري مرة أخرى في الفقرة: 79، فقال (بشير بن أبي جذيمة) ولم ينكره. فثبت أن والد بشير (أبو جذيمة) ولم ينكره. فثبت أن والد بشير (أبو جذيمة) عند النمري والغندجاني أيضًا. والغريب أنّ المحقّق الفاضل زاد بين حاصرتين [بن] في الفقرة: 79 ص 146 فأثبت: (قال بشير بن أبي [بن] جذيمة) وضبط (أبي) بضم أوله وتشديد الياء خلافًا لما في الأصل و (ب) ولم يأت بدليل على ترجيحه.
وقد ورد في جمهرة الكلبي: 443 [2: 152 ط دمشق] (بشير بن أبي بن جذيمة) كما في شرح التبريزي، فإن صحّ ذلك فإنّ التصحيف في اسم أبيه قديم. ولكن الجمهرة نشرت عن نسخة فريدة، فنصوصها بحاجة إلى التوثيق والتثّبت.
ثانيًا: قال المحقّق في ترجمته إنّه "شاعر جاهلي" ولا أدري من أين وقع له هذا! فلم أجد في المصادر التي أحال عليها ما يشير إلى كونه جاهليًا. ولعلّه اعتمد على قول محقّق الحماسة في ترجمته: "لعلّه جاهلي" فأخرجه من حيز "لعلّ"، وجعله ثابتًا لا تردّد فيه. ولو تأمّل المحقّق الفاضل ما قاله الغندجاني في الفقرة: 79 إن بشيرًا هجا بقوله: