ومما يوهن رواية ابن خلكان أن الشريف المرتضى مات سنة 438 هـ وكان الخطيب آنذاك ابن 15 سنة، ولم تذكر المصادر أنه قرأ على المرتضى أو حضر مجلسه، فإن صحت هذه الرواية - وهي غير صحيحة إن شاء الله - فسندها منقطع بين الخطيب والشريف. هذا على أن ابن خلكان لم يذكر أصلًا سنده إلى التبريزي مما زاد حكايته وهنًا على وهن.

ولا يشفع لها نقل الذهبي (748 هـ) إياها في السير، فلعله اعتمد فيها على ابن خلكان - وكتابه من مصادره - مع اقتضابها وحذف البيت الرابع من أبياتها (فقلت ولم أملك ... ) مما أخل بنظامها، فإن حذفه جعل البيت الخامس للفالي، وإنما هو بيت قديم ضمّنه.

وقد ذكر شهاب الدين الدلجي (838 هـ) أيضًا أن الذي اشترى الجمهرة هو الشريف المرتضى، ولعل مصدره أيضًا كتاب ابن خلكان، فإنه اعتمد عليه وعلى الذهبي في كثير من تراجم كتابه.

رابعًا: البيت المضمن والقصص التي تمثل أصحابها به

أ) القصص

البيت الخامس من أبيات القصة بيت قديم ضمنه الفالي كما سبق، وكان بيتًا سائرًا مشهورًا، فهناك عدة قصص تمثل أصحابها به، أذكر هنا ما وقفت عليه منها:

(1) القصة الأولى - وهي أقدمها - ما رواه الزبير بن بكار (256 هـ) بسنده في ترجمة حمزة بن عبد الله بن الزبير فقال:

"ابتاع حمزة بن عبد الله جملًا من أعرابي بخمسين دينارًا، فنقده ثمنه، فجعل الأعرابي ينظر إلى جمله ويقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015